يد المنون تعصف بنا بلارحمة، هكذا هو الموت لايجاملنا.. في ريعان عطائها الفني مضت وارتقت روحها نحو السماء، فـ «باربي» الدراما السورية كما كان يطلق عليها ترجلّت باكراً، وشكّل خبر وفاتها حالة من الصدمة والحزن اجتاحت
الوسط الفني بأكمله .
وكانت الراحلة
دينا هارون قد أجرت عملية جراحية تكلّلت بالنجاح وخرجت بعدها من العناية المشددة، قبل أن تعود إليها مجدداً بعد عجزها عن التنفس لإصابتها ببعض الإنتانات في رئتيها، وعانت بعدها من مشاكل تنفسية في صدرها ومشكلة في الأمعاء، إلى أن وافتها المنية في مستشفى الأسد الجامعي في دمشق يوم الاثنين الماضي، وذلك بعد أن تضاربت الأنباء حول حقيقة مرضها وانتشار أنباء عن إصابتها بسرطان المعدة .
الفنانة تولاي هارون شقيقة الفنانة الراحلة كانت قد ردت على
الأخبار التي نشرت حول إصابة شقيقتها بسرطان المعدة قبل أسبوع من رحيلها, مؤكدة أنها في العناية المركزة لأسباب تنفسية في صدرها ولمشكلة في الأمعاء.وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الشخصية الخاصة بنجوم وفناني سورية بكلمات الرثاء وتحولت إلى منابر عزاء ودعوات ليتغمد الله الفقيدة برحمته .
كتبت الفنانة سلاف فواخرجي عن آخر ذكرياتها مع هارون، قائلة: «قبل كم يوم عيونك كان كلهم أمل وأنت عم تشدّي على إيدي ومصّرة تعيشي وعم تقولي كل الوقت يارب، يارب، الرب يكون معك حبيبتي وإن شاءالله تكوني بمطرح أحسن والله يصبر ابنك وأهلك ومحبينك».
وعلّق الفنان باسم ياخور على غياب دينا قائلاً: «
دينا هارون الرقيقة الجميلة المسالمة ألف رحمة على روحك يا دينا وكم خبر رحيلك المفاجئ مؤلم، الله يصبّر أهلك وعائلتك».
أما الفنان باسل حيدر فكتب على صفحته: «دينا….. يا أم كرم ماعهدناك قاسية القلب هكذا كنت أنتظر لحظة خروجك من المستشفى لنحتفل بك وقد تعافيت، لم أتوقع ولو لحظة أنك سترحلين، لروحك السلام ياغصّة القلب».
وصفت الفنانة صفاء سلطان الفنانة الراحلة
دينا هارون بأنها أولى رفيقات دربها في عالم التمثيل وكتبت عبر صفحة «الفيسبوك» الخاصة بها كلمات اختصرت بها علاقتها بالراحلة قائلة:
«ها هو القلم كعادته، يجر خطاه على ورقي، ليترجم نبضي هنا، في قلبي نبض ترجم حزناً يئن في داخلي.. معزوفة تراقصت أوتارها في قلبي.. ودعتكِ وبقيت دموعي رفيقة لي من بعدكِ رحلتِ والله أنا أنادي.. وأنادي.. وأنادي! ولكن صوتي لم يكن مسموعاً لكِ، مع إنه حطم جدران السكون بقوته، لكن لا مجيب, كنتِ ومازلتِ ذكرى محفورة في قلبي.. وداعنا الأول.. كنا قد توجناه بأمل اللقاء، شعرنا لفترة ليست بالقصيرة أن الأمل قُطع، وبين الوداع واللقاء, مفاجأة أبكتنا فرحاً، أرقصت قلوبنا شوقاً، تحادثنا، تسامرنا، عشنا ذكريات الصغر، وخربشات الألم يا لها من ذكرى, ضحكنا بين روايات الذكريات.. ويعود الحزن لثوان!! حين يخطر في بالنا آلام الماضي.. آه كم كانت أيامنا جميلة.. كم كانت تحفوها المحبة والصدق، اتفقنا على اللقاء من جديد، وأجزمنا أننا لن نجعله الوحيد».
وختمت الفنانة سلطان كلامها بدعاء للراحلة قالت فيه: «الله معك يارفيقتي… رحتي لعند يلي أحن من عباده عليكي، دينا رفيقة أول الدرب ورح تضل روحك معي لأخره، رح اشتاق لضحكتك يلي من قلبك ويلي ما بتضحكيها إلا معي .. لروحك الرحمة ولروحنا كلنا من بعدك الصبر والسلوان».
وعبرت الفنانة جيني اسبر عن صدمتها وحزنها على
رحيل دينا ونوّهت عن علاقة الصداقة التي تجمعها بالراحلة وبالفنانة تولاي هارون، وأن الصدمة كانت كبيرة بفقدانها، وقالت عبر «إنستغرام»: «يادينا الطيبة يادينا المحبة يا دينا الحلوة بكلشي رحتي بكير دندونة كان عندك لسا كتير أحلام، يادندون إنشاء الله رحتي لمكان أحسن مِن هون لمكان كلو حب، رفيقتي الغالية رح اشتقلك ماعم صدق اني عّم اكتبلك هالكلام …الله يرحمك».
الشاعر غازي سليم بكفلاوي آثر أن يكون الكلام عن الراحلة شعراً رثاها فيه:
دينا..
ياحلوة العينين والأم الرؤوم
أو ترحلين قبل أن يأتي المطر
ما لطفلك الصغير من مهد
غير حضنك الحنون سوى الصور
فمن يملأ المكان لطفل
يفارق أمه منذ الصغر
طفلك ينظر ليس يدري
ويرجو لو تطيلين النظر
دينا …..
تعودنا على الموت ودائماً
نرى جنازات أموات البشر
لكن ماسمعنا قبل هذا اليوم بموت الشمس وموت القمر.
ونعت الفنانة ديمة الجندي دينا عبر حسابها في «إنستغرام» قائلة: «كسرتي قلبنا يا دينا، كتير بكرتي يا روحي… الله يرحمك ويصبّر عيلتك وأهلك وأحبابك.. لروحك السلام… وداعاً
دينا هارون في ذمة الله إنا لله و إنا إليه راجعون».
وغصّت الفنانة لما إبراهيم بالبكاء لدى ذكر الراحلة وقالت «راحت دندونة الحلوة أم كرم كانت حلوة لآخر لحظة ودعناها فيها رح تضل بقلوبنا وبذاكرتنا كان بكير كتير بس حكمة الله ودينا ارتحت بعد التعب سلمي ع كل رفقاتنا اللي بالسما، الله يجعل نفسك وروحك بسلام ونور ورحمة والله يصبر أهلك وعيلتك وابنك وحبابك الله معك يا حبيبتي، بسلامة عمر الكل وسلامة حبابكون وأهلكون».
وكانت
دينا هارون قد تحدثت في آخر إطلالة إعلامية لها عن سبب ابتعادها عن الساحة الفنية لكونها لم تقتنع بأي من الأعمال التي عُرضت عليها، وعبّرت عن رغبتها في التفرغ لرعاية طفلها خلال تلك الفترة الماضية.
علماً أن الراحلة هي من مواليد عام 1973 بدأت مشوارها الفني عام 1999 بمسلسل «أحلام مؤجلة» وقدمت بعده ما يقارب خمسين مسلسلاً منها: «مرايا، أشواك ناعمة، أسياد المال، الخط الأحمر، طريق النحل، كشف الأقنعة، قاع المدينة, تعب المشوار»، وكان آخر عمل لها مشاركتها في إحدى خماسيات مسلسل «الحب كله» عام 2014.