في محاولة جديدة لتهويد معالم القدس العربية، أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط جديد لإقامة قطار هوائي “تلفريك” بالقدس القديمة المحتلة بطول 1.4 كم ليربط جبل الزيتون بساحة البراق، وذلك لربط شرقي القدس بغربها، فيما أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي المخطط، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وحماية التراث الحضاري والثقافي في فلسطين، وأكدت أن هذا المخطط يهدف لتهويد المدينة المقدسة وتشويه تراثها وطمس معالمها والاعتداء على مقدساتها وعلى موروثها الحضاري والتاريخي والثقافي، وأوضحت أن استمرار سلطات الاحتلال بمخططاتها الاستيطانية وسياساتها العدوانية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني هو تحدٍّ صارخ للإرادة الدولية والقانون الدولي والدولي الإنساني، وطالبت الأمم المتحدة ومؤسساتها وهيئاتها ذات العلاقة، بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو”، بتحمّل مسؤولياتها، وإرسال مراقبين دوليين لصون الإرث الإنساني في القدس المحتلة، وإلزام سلطات الاحتلال بقواعد القانون الدولي والاتفاقيات والقرارات الأممية.
كما أدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات مخطط الاحتلال، مطالبةً المجتمع الدولي بوقف ممارسات الاحتلال الرامية ل
تهويد المدينة، وأوضحت أن هذا المخطط الخطير جزء من مساعي الاحتلال ل
تهويد القدس المحتلة ومعالمها وجعلها غريبة عن واقعها العربي الإسلامي المسيحي المقدّس من خلال الحفريات وسرقة التاريخ والآثار وإقامة المستوطنات، وطالبت المجتمع الدولي بوقف مخططات الاحتلال ل
تهويد القدس المحتلة ودعم صمود الشعب الفلسطيني فيها.
في الوقت ذاته، جدّدت قوات الاحتلال اعتداءها على المسير البحري لكسر الحصار عن قطاع غزة، حيث أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداء بحرية الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز السام على المشاركين بالمسير البحري 22 الذي نظمه الحراك الوطني لكسر الحصار شمال قطاع غزة، في حين استشهد الفلسطيني غازي النباهين “47 عاماً” متأثراً بإصابته البالغة برصاص قوات الاحتلال خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
كما داهمت قوات الاحتلال مدن وقرى مخيم جنين وبيت فجار جنوب بيت لحم والخليل وبلدة بلعا قرب طولكرم ونابلس ورام الله بالضفة الغربية، وقامت بتفتيش منازل الفلسطينيين واعتقلت 12 فلسطينياً.
وتعليقاً على قرار إغلاق مدارس الأونروا، أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن ممارسات
سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وقال: “إن استمرار الاحتلال بسياسته الاستيطانية وممارساته العدوانية بحق المقدسات المسيحية والإسلامية هو تصعيد خطير هدفه طمس معالم المدينة المقدسة وتهويدها”.
وطالب المطران حنا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإيقاف مخططات الاحتلال الهادفة إلى إغلاق مدارس “الأونروا” والتصدي لسياسات الاحتلال العنصرية التي تستهدف وجود الشعب الفلسطيني.
وردّاً على قرار اللجنة الأولمبية الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة حرمان ماليزيا من استضافة البطولة بسبب رفضها مشاركة الكيان الإسرائيلي فيها، جدد رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد التأكيد على موقف بلاده الرافض لانتهاكات كيان الاحتلال وخرقه المتواصل للقوانين الدولية، وقال: “لا أفهم لماذا يجب على المرء أن يراعي “إسرائيل”، نحن في ماليزيا لا نفعل ذلك ولدينا الحق في التعبير عن مشاعرنا والحصول على سياساتنا الخاصة”.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله أن اعتماد بلاده موقفاً صارماً تجاه القضايا المتعلقة بالكيان الإسرائيلي لا يؤثر على علاقات ماليزيا الدبلوماسية مع دول أخرى.
وحول رفض ماليزيا استقبال رياضيين من الكيان في إطار بطولة السباحة المقررة في مدينة كوتشينغ، شدد عبد الله على مبدأ بلاده الثابت وموقفها الحازم إزاء القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
في الأثناء، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن عدم تجديد
سلطات الاحتلال للبعثة الدولية المؤقتة في الخليل استهتار واضح بالأمم المتحدة والنظام الدولي وقوانينه وقيمه، وشدد على أن عدم التجديد للبعثة دعوة مفتوحة لارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني ولا سيما أن هذه البعثة أنشئت بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 بقرار مجلس الأمن 904، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل قبل أن تصعّد
سلطات الاحتلال من انتهاكاتها في مدينة الخليل.
وأشار عريقات إلى أن تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة
سلطات الاحتلال يشجعها على الاستمرار في جرائمها بحق الفلسطينيين، مطالباً الأمم المتحدة بإيجاد آليات فورية لتنفيذ قرارها بالحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني.