جاء ذلك في كلمة رئيس الجمهورية الإسلامية، يوم الأربعاء، خلال اجتماع القمة السابع والسبعين للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة.
وأكد على أن إيران تسعى لتحقيق العدالة في أبهى صورها؛ مبينا ان العدل والانصاف من نعم الباري تعالى على جميع عباده، وإيران ترحب بعولمة العدالة لأنها توحد بين الشعوب، بينما يؤدي الظلم إلى الصراعات والحروب.
ولفت رئيس الجمهورية الإسلامية، إلى أن اتساع نطاق الظلم وانعدام العدالة على صعيد العالم، تسبب في حراكات شعبية لنيل العدالة؛ رغم ان الكثير منها لم تبلغ الثورة أو هناك ثورات جماهيرية حادت عن مسارها الأصلي.
وتابع : لكن بعض الثورات مثل الثورة الإسلامية في إيران إذ حققت اهدافها لنيل العدالة ودحر الظلم والجور من البلاد، بثّت من جديد روح الأمل وأبقت على هذه النهضة حية في قلوب الجماهير وشعوب العالم بالتحرك من أجل ترسيخ العدالة.
رئيسي صرح، في كلمته اليوم أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة : نحن نؤمن بمصير واحد للإنسانية جمعاء ونرحب بعولمة العدالة؛ مردفاً أن الدولة التي التدعي العدالة لكنها تقدم الدعم للإرهابيين، ينبغي عليها أن تطأطئ الرأس أمام البشرية والحرية والعدالة لقاء هذه المواقف المشينة.
ومضى الى القول : ان حقوق الشعوب تفوق حقوق الانسان اهمية، لكن يتم انتهاكها بكل سهولة من قبل دول الهيمنة العالمية.
وفي جانب اخر من تصريحاته، حمل الرئيس الإيراني صورة القائد الشهيد لفيلق القدس بالحرس الثوري "الحاج قاسم سليماني" الذي اغتالته القوات الأمريكية مطلع العام 2020، قائلاً : إن بطل الحرب ضد الإرهاب ومدمر جماعة داعش الإرهابية لم يكن سوى الشهيد سليماني، الذي قدم حياته في سبيل الدفاع عن حرية الشعوب الاقليمية، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقع على وثيقة الجريمة الوحشية اللاقانونية باغتيال هذا الإنسان العظيم.
واستطرد : إن متابعة عادلة لهذه الجريمة التي اقر بها ترامب، ستكون خدمة للانسانية، ومحط اذلال للظلم والجور ورفعة للعدالة والانصاف.
وشدد رئيسي، على أن إيران ستتابع من خلال محكمة عادلة، إجراءاتها لتنفيذ العدالة ومقاضاة كل من أمر او باشر في تنفيذ جريمة اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، حتى التوصل الى النتيجة النهائية في هذا الخصوص.
وفي معرض الإشارة إلى الاتفاق النووي، فقد نوّه رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أن الطرف الأمريكي أقدم من جانب واحد على هدم هذا الاتفاق بعد توقيع الاطراف عليه وتصديقه في مجلس الأمن.
وأضاف، أن طهران تحلت بالمرونة كثيراً بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، حيث أنها وقعت هذا الاتفاق بحسن نية والتزمت بكافة التعهدات دون استثناء بينما تنصلت امريكا عن الوفاء بالتزاماتها فيه بل عمدت الى نسفه.
كما أكد الرئيس الإيراني، بالقول: إننا لا نسعى إلى صنع او امتلاك اسلحة نووية، فهذا النوع من السلاح لا مكان له في عقائدنا.
وعن اجراءات الحظر الجائرة وغير المسبوقة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد اكد على ان ايران استطاعت ان تحوّل هذه الظروف القاسية الى فرص مواتية لتحقيق الازدهار والتقدم.
وأضاف: لقد أصبحت إيران اليوم بلداً مقتدراً رغم الصعاب الناجمة عن الحظر الأمريكي الظالم، وقد تمكنت من إنتاج أكثر الاسلحة تطورا في مجال الدفاع عن امنها وحماية شعبها.
وحول مفاوضات الغاء الحظر، قال رئيسي: نحن عازمون على انجاح المفاوضات النووية وقد أثبتنا على وجود إرادة كبيرة وحازمة لتسوية القضايا العالقة شريطة احترام حقوقنا ومصالحنا؛ مبينا أن مطالبة ايران بالضمانات تعود إلى تجربتها السابقة مع الطرف الامريكي بعد انسحابه من الاتفاق النووي وسحقه لكافة التعهدات والضمانات المنصوصة فيه.
وعلى صعيد أخر، تطرق رئيس الجمهورية الإيرانية إلى موضوع الأمن الاقليمي، مصرحاً : نحن أكدنا لدول الجوار بأن امن المنطقة ينبع من داخل المنطقة ذاتها؛ مشددا على انه لا يمكن السماح للكيان الصهيوني المحتل أن يكون شريكا في الأمن والاستقرار الاقليمي