و في تقرير لوكالة "إرنا" حول الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية، كتب ناصر كنعاني:" يمكن اعتبار إعلان استئناف العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية أحد أهم أحداث العام الايراني الجاري (1401 هـ ينتهي 21مارس 2023) في منطقة الجوار.
وستلعب هذه الاتفاقية ، التي تم التوصل إليها باستضافة ومساعدة الصين في أعقاب جهود ومساعي جمهورية العراق وسلطنة عمان الماضية ، دوراً مهماً في تقارب التعاون الإقليمي وتنميته ."
واضاف يمكننا أن نأمل أن يكون مستقبل غرب آسيا ومنطقة الخليج الفارسي ، بموقعهما الجغرافي والسياسي المهمين للغاية وموارد الطاقة الغنية، والثروة الطبيعية والموارد المالية الوفيرة في طريق ازدهار شعوب هذه المنطقة.
وتابع: تمتعت السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية الايرانية بنوع من الاستمرارية خلال العقود القليلة الماضية.
ولفت الى انه لقد أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى العقود الماضية القليلة في علاقاتها الإقليمية على مبادئ وأسس عديدة منها حسن الجوار، التركيز على القواسم المشتركة، حل سوء التفاهم وتعزيز الآليات الموجهة نحو الحوار والموجهة نحو التعاون والأمن الجماعي، والتعامل مع العوامل التي تزعزع أمن المنطقة واستقرارها. وكانت قد شهدت الجمهورية الإسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية، وهما دولتان مؤثرتان ومهمتان في العالم الإسلامي في منطقة غرب آسيا، علاقات صعود وهبوط خلال العقود العديدة الماضية.
ولطالما كانت التفاعلات الحكومية والعلاقات بين الشعبين موجودة بالرغم من بعض المشاكل والاختلافات. لم يكن لدى الجمهورية الإسلامية الايرانية أبداً نظرة إقصائية لدور المملكة العربية السعودية وموقعها فهي تدرك دورها وفعاليتها في العالم الإسلامي.
وتتمثل إحدى الاستراتيجيات الأساسية للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز العلاقات مع دول منطقة غرب آسيا والعالم الإسلامي. وإنّ الجهد المستمر لتحقيق هذه الاستراتيجية في شكل سياسات ومبادرات الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال فترات مختلفة هو علامة على التصميم والإرادة الكبيرين من قبلها لتعزيز العلاقات مع جيرانها وزيادة سلطة ودور المنطقة في المعادلات الدولية وإضعاف التدخلات الأجنبية ذات المصلحة الذاتية في منطقة الخليج الفارسي وغرب آسيا بحيث تعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية أن استمرار المشاكل والصراعات بين دول الجوار وتحويلها إلى أزمات لم يخدم سوى مصالح القوى الخارجية .
الجمهورية الاسلامية الايرانية تمّد دائماً يد الصداقة الحميمة والمتبادلة لجيرانها
واضاف كنعاني: بالنظر إلى التجارب والعواقب المريرة لسنوات طويلة من سوء التفاهم والأزمات وعدم الاستقرار والحروب المدمرة في المنطقة، والتي كانت في الأساس نتيجة التدخلات الاجنبية المدمرة ، فقد حان الوقت لحل الخلافات والمشاكل القائمة ،لِما فيه من مصلحة لدول المنطقة، عن طريق الحوار والاحترام المتبادل وحسن الجوار. وقد أظهرت تجارب عديدة أنه يمكن استخدام الدبلوماسية حتى في حالات الأزمات مما يبشّر بمنطقة مستقرة ذات أفق أكثر إشراقاً وازدهار أكبر للأجيال القادمة.
كما تعتمد مصلحة العالم الإسلامي والأمة الإسلامية على تلاقي الدول الإسلامية وتعاونها وتوحيد أفرادها وتلاقيهم حول أصول الدين الإسلامي وأسسه، وتجنب الانقسام والصراع بين اتباع المذاهب الإسلامية. لذا يمكن للإتفاق الإيراني -السعودي في اعادة استئناف العلاقات فيما بينهما ، إذا اهتموا وركزوا على مصالح الأمة الإسلامية، أن يخلق أساساً لتوجه جديد ودور متزايد في خدمة مصالح دول وشعوب المنطقة.
وخلال تاريخ منطقتنا المليء بالألم والمعاناة ، استغل الأجانب المتدخلون ، والذين يتّسمون بطبيعة الغطرسة والستعمار، الاختلافات والتناقضات وسوء التفاهم بين المالكين الحقيقيين للمنطقة وذلك لإرضاء مصالحهم الأحادية الجانب دون الاخذ بعين الاعتبار للأخلاق والمعايير الإنسانية في سياستهم الهادفة إلى الربح والسيطرة دوماً.
يعتمد الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية في البلدان المجاورة على بعضها البعض
وجاء في التقرير: تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمن واستقرار وتنمية دول الجوار جزء من تنميتها واستقرارها، فالأمن مفهوم متكامل وجزء لا يتجزأ عن دول الجوار. وفي ظل ظروف تراجع مكانة الغرب وخاصة الولايات المتحدة في نظام القوة والنظام العالمي وأهمية الإقليمية في زيادة الاستقرار وتأمين المصالح الجماعية للجيران ، فإن الاتفاق الإيراني -السعودي كان له القدرة على أن تكون القوة الدافعة وراء تحقيق منطقة مستقرة لصالح الدول الإسلامية في المنطقة.
النظام الصهيوني تهديد لإستقرار أمن الدول والمنطقة
إن النظام الصهيوني باعتباره نظاماً وهمياً مفروضاً على جغرافية العالم الإسلامي، سعى دائماً إلى تحقيق أمنه في ظل انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي.ولا يزال الكيان الصهيوني يحتل القدس وهي القِبلة الأولى للمسلمين ولا يزال يرتكب جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين. إن توسع وجود هذا الكيان الصهيوني في الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي هو تهديد للاستقرار والأمن للدول بشكل عام ولدول المنطقة بشكل خاص.