عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد" الإسلامي احسان عطايا أكد أن الرئيس الإيراني قد جدد وبوضوح شديد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القضية الفلسطينية ودعمها الصريح لقوى المقاومة سواء في فلسطين أو في بقية بلدان محور المقاومة.
وأشار عطايا إلى حديث الرئيس الإيراني عن أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يحرر الأرض والإنسان وأن كلفة خيار التسوية كانت أكثر بكثير من كلفة خيار المقاومة، موضحًا أن السيد رئيسي قد أولى الشهداء عناية خاصة في بداية حديثه عندما أتى على ذكر الشهيد الشيخ خضر عدنان ورفاقه من الشهداء الذين نذروا أنفسهم من أجل تحرير بلادهم.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد" الإسلامي أن الرئيس الإيراني تناول في حديثه مع قادة فصائل المقاومة الفلسطينية مسألة التطبيع الذي اعتقد العدو بأنه سيساعده في تحقيق أهدافه قبل أن يفشل في ذلك فشلا ذريعاً، مشيراً إلى أن المقاومة تتعرض اليوم لحرب على الإدراك وفي الاقتصاد وعلى مختلف المستويات وفي كل الاتجاهات ضد الشعب الفلسطيني.
ولفت عطايا إلى كلام الرئيس الإيراني عن أن وضع الجمهورية الإسلامية الآن هو أفضل بكثير من حيث الثقل والحضور والتمكن عما كانت عليه وهي تراكم الإنجازات يومًا بعد آخر برغم كل ظروف الحصار والضغوط الاقتصادية المفروضة عليها.
وأشار عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد" الإسلامي إلى اكتمال المشهد المقاوم بين القيادة الإيرانية والفصائل الفلسطينية من قلب سوريا المقاومة، الأمر الذي يوجه رسالة مهمة للعدو الصهيوني وللمشروع الأمريكي من ورائه بأن كل تدبيرهم وتحريضهم قد فشل وأن أضلاع المقاومة اليوم وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية توجه رسالة قوة من قلب دمشق حاضنة المقاومة الفلسطينية والتي خرجت منتصرة من هذه الحرب الكونية الشرسة التي شنت عليها.
ولفت عطايا إلى تشديد الرئيس الإيراني على فكرة أن زوال الكيان الصهيوني بات مسارًا قابلًا للتحقق على اعتبار أنه بدأ يتصدع من خلال العمليات البطولية التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية المدعومة من إيران ومن بقية محور المقاومة والممتدة على مساحة فلسطين في الضفة وقطاع غزة، مشيراً إلى حديث الرئيس الإيراني أن الكيان الصهيوني أضعف من أي وقت مضى وأن كلفة المقاومة هي أقل بكثير من كلفة الاستسلام وخوض التسويات والمفاوضات.
الدكتور عبد الله كتمتو نائب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ومنسق الملتقى العلمائي من أجل فلسطين أكد أن لقاء العلماء وقادة الفصائل الفلسطينية مع الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي وفي هذا الزمان والمكان يمكن أن يقرأ قراءة عميقة ووفق عدة اعتبارات:
أولا: أن يكون الرئيس الإيراني موجوداً في سوريا فهذا دليل على أن هذا المحور محور قوي وليس متفككا وكل من يراهن على تفكيكه فقد تم الرد عليه بمجرد حصول هذا اللقاء.
ثانياً: أن يكون اللقاء في سوريا فهذا أمر لافت على اعتبار أن سوريا استطاعت أن تنتصر على كل من أراد أن يخرجها من منظومة المقاومة ويلحقها بأي خيارات أخرى وهذا اللقاء هو تثبيت خيار وليس مجرد لقاء عابر يبدأ بزيارة رئيس إلى بلد آخر وينتهي الأمر بعد ذلك.
أبو الكفاح غازي عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أكد بدوره أن لقاء القوى والفعاليات والمشايخ ولجنة دعم المقاومة في فلسطين مع فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمل معانيَ ودلائل كبيرة وكبيرة جدا وهامة، مشيراً إلى أن الحديث قد تركز على ثلاث قضايا:
القضية الأولى: هي الثوابت التي آمنت بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انطلاقة الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله عليه واستمر على نهجها سماحة الإمام القائد علي الخامنئي قدس سره الشريف وقد قدمت الدعم الكبير للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى كل الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن ما يحدث اليوم من حراك في هذه المناطق الفلسطينية هو في احد أوجهه نتيجة لدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم والمستمر للقضية الفلسطينية.
النقطة الثانية: التأكيد على مسألة أن التطبيع مع العدو الصهيوني لن يجلب الأمن والأمان بل على العكس فإن الكيان الإسرائيلي في أضعف حالاته على الإطلاق والسبب في ذلك أن المقاومة الفلسطينية تتصاعد والشهداء يتسابقون إلى الشهاده وآخرهم الشهيد الأسير خضر عدنان.
النقطة الثالثة: التي ركز عليها فخامة الرئيس الإيراني هي استمرارية الدعم لفلسطين والمقاومة الفلسطينية وأن الثورة باقية على ثوابتها حتى تحرير فلسطين.
قادة الفصائل الفلسطينية الذين اجتمعوا مع الرئيس الإيراني في قصر الشعب بدمشق أشاروا إلى "لفتة كريمة" حصلت منه وهي بعيدة عن السياسة في هذا اللقاء وتنم عن تواضع هذا الرئيس وتواضع الشعب الإيراني وتلاميذ الإمام الخامنئي والإمام الخميني. ونقل الحضور الفلسطيني لموقعنا أنه وعندما دخل الرئيس الإيراني القاعة وجد أن بعض العلماء قد جلسوا بعيدا وكانت المراسم قد تركت جزءًا من الكراسي لوزير الخارجية والوفد المرافق فأبى السيد رئيسي إلا أن يسحب العلماء من يدهم ويجلسهم على هذه الكراسي فيما جلس وزير الخارجية بعيدا عن الصفوف الأمامية، مشيراً إلى أن هذه هي أخلاق القيادة في إيران.
المصدر: محمد عيد_ موقع العهد الاخباري