الموقف السوري جاء خلال الكلمة التي ألقاها أمس وزير النقل زهير خزيم، خلال مشاركته باسم الوفد السوري في أعمال مؤتمر «طريق التنمية»، الذي يضم وزراء النقل لدول جوار العراق ومجلس التعاون الخليجي.

ولفت خزيم في كلمته إلى أن سورية تولي كل الاهتمام لمد جسور التعاون والتواصل مع الأشقاء العرب والأصدقاء، ووجودها في الاجتماع التشاوري لمشروع طريق التنمية هو فرصة للتأكيد على دعمها لهذه المبادرة، وقال: «نبارك للأشقاء في العراق هذه الانطلاقة الاقتصادية والتنموية، ولنكون جميعاً مستفيدين من عوائد هذا الطريق الحيوي».

وأشار خزيم إلى أهمية الموقع الجغرافي لسورية كعقدة ربط دولية من خلال إطلالتها على البحر الأبيض المتوسط ومنافذها الحيوية مع دول الجوار، مؤكداً الحرص على إنجاز تكامل شريان الربط السككي الثلاثيّ بين سورية والعراق وإيران والخطوات الجديدة التي تعمل عليها سورية في هذا المشروع، لتطوير وإعادة تأهيل السكك الحديدية فيها.

ولفت خزيم إلى وجود مشروع مهم لطريقين سريعين في سورية، أولهما طريق (شرق غرب) الذي يربط الحدود العراقية عبر حمص مع ميناء طرطوس بطول 351 كم، أما الثاني فهو طريق (شمال جنوب) الذي يربط الحدود التركية شمالاً مع الحدود الأردنية جنوباً عبر حلب وحمص ودمشق بطول 432 كم.

وأشار خزيم إلى أن المسافة بين كل من ميناء الفاو في جنوب العراق وميناء مرسين تبلغ نحو 2200 كم، منها 1200 كم ضمن الأراضي العراقية في حين تبلغ المسافة المباشرة من ميناء الفاو إلى ميناء طرطوس نحو 1300 كم، وعرض خزيم مقترح عبور هذا المسار عبر سورية وربط ميناء الفاو مع الموانئ السورية على البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً أن «مروره سيحقق استفادة ومزايا إستراتيجية أكبر للعراق الشقيق، كما تستفيد منه دول الخليج العربية ودول الجوار».

من جهته لفت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أن العراق ومن خلال مشروع «طريق التنمية» سينطلق نحو شراكة اقتصادية مع دول جواره ومجلس التعاون الخليجي.

مصدر رسمي في وزارة النقل العراقية كشف أن مشروع «طريق التنمية» الإستراتيجي سيحقق أرباحاً سنوية للعراق بقيمة 4 مليارات دولار، فضلاً عن توفيره 100 ألف فرصة عمل، ومن مزاياه ربط تجارة شرق العالم بغربه.

يذكر أن مشروع «طريق التنمية» هو مشروع إستراتيجي عراقي ضخم يبدأ من الفاو وصولاً إلى المثلث السوري العراقي التركي، ومن ثم موانئ البحر الأبيض المتوسط، وقد عطل تنفيذ هذا المشروع لسنوات طويلة لأسباب متعددة منها فنية وسياسية.

وعلى هامش المؤتمر بحث وزير النقل مع وزير النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية صالح الجاسر سبل تطوير التعاون في قطاعات النقل المختلفة وتعزيز مجالاته، كما بحث خزيم مع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي سبل دعم علاقات التعاون في قطاعات النقل المختلفة وتعزيزها، بما يخدم الشعبين الشقيقين.

والتقى بوكيل وزارة الطرق وبناء المدن الإيراني شهريار أفندي زاده والوفد المرافق وبحث تطوير علاقات التعاون الثنائية بين البلدين، في مجالات النقل البري والبحري والجوي والسكك الحديدية.