الكثير من الأشخاص يمرون بتجارب مشابهة لتجربة خلود (١٨ عاماً) التي حاولت الانتحار وفشلت بعد صدور نتائج الثانوية العامة وعدم حصولها على المجموع الذي كانت تصبو إليه؛ وعلى الرغم من أن الأعداد الفعلية لمن يمرون بتجربة محاولة الانتحار ولأسباب اجتماعية متصلة بالوصمة والعادات الاجتماعية وأسباب أخرى ليست دقيقة إلّا أن اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي ترى أن معظم الأسر لا تفصح عن إقدام أحد من أفراد عائلتها على الانتحار خوفاً من الوصمة الاجتماعية؛ لكن أسباب الانتحار لا تنخرط تحت بند واحد من البنود التحليلية نفسياً واجتماعياً وثقافياً؛ فتتضافر غالباً مجموعة من الأسباب لكن جذورها يكون الإحساس بالإحباط المطبق أو ليس هناك خيار آخر.
وأشارت نجاتي إلى أن أكثر من حالة للناجين من الانتحار راجعوا العيادات النفسية وكانت أسباب إقدامهم على الانتحار صدمات عاطفية؛ فشل دراسي؛ ولكن الأسباب الاقتصادية وظروف المعيشة ربما تكون سبباً ولكنه ليس رئيساً للإقدام على الانتحار.
مبيّنة أنه إذا أجرينا دراسة تحليلية بسيطة نجد أن الحالات التي كانت تقدم على الانتحار ليست من فئة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل اقتصادية وحسب؛ فهناك حالات انتحار لأشخاص من عائلات مرموقة قد يعانون من أمراض نفسية أو إحباط أو كآبة؛ وحالات أخرى كالفشل الدراسي ( الرسوب في البكالوريا أو السنة التحضيرية) ويقدم هؤلاء الأشخاص على الانتحار لعدم قدرتهم على مواجهة الأهل؛ أو قد يقدم شخص على الانتحار لأن خطيبته تركته وتزوجت صديقه أو أخاه.
أما كيفية التعامل معه فقد بيّنت د.نجاتي أنه يجب أن ننصح الأهل والمحيطين بعدم تذكيره بما مضى وإعطاؤه الثقة وأن يعيش حياته الطبيعية، فالناجون من الانتحار بحاجة إلى معالج نفسي ليس وحدهم إنما مع أهاليهم الذين يتعرضون للصدمات ويجب التعايش مع وضع أن الشخص الذي أقدم على الانتحار بحاجة إلى جلسات علاج نفسي لأن هذا العلاج يساعد الشخص الناجي من الانتحار على إعادة ثقته بنفسه وبمن حوله ويمكن أيضاً بحسب نجاني أن ينخرط في الأنشطة الممتعة، ما يضيف شعوراً جيداً لديه وكذلك التحدث مع الآخرين، ويجب عدم الاحتفاظ بمشاعر الانتحار على أنها سرٌّ، بل يجب التحدث عنها مع المعالج أو مجموعة الدعم من أجل وضع خطة أمان يمكن اتباعها في حال الشعور بالاكتئاب أو الرغبة في الانتحار.
وتقديم المشورة للمساعدة في إيجاد إستراتيجيات طويلة الأمد لتخفيف الألم العاطفي الذي أدى إلى المحاولة.
المصدر: صحيفة تشرين