نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية كشف في لقاء تلفزيوني أن مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الحركة هو اتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، مضيفاً إن "المرحلة الثانية من الاتفاق تنص على انسحاب "إسرائيلي" كامل من غزة".
بدوره، أعلن رئيس دائرة العلاقات الوطنية في الخارج للحركة علي بركة حسب قناة "الميادين"، أن حماس وافقت على وقف إطلاق النار بشكل دائم وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى.
وأوضح بركة أن الوسطاء أكدوا أن وقف إطلاق النار المستدام يعني وقف العمليات العسكرية والعدائية الإسرائيلية بشكل دائم.
وتحدّث بركة عن مراحل الاتفاق، مبيناً أن المرحلة الأولى تشمل الإفراج عن 30 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال، مقابل كلّ أسير "إسرائيلي" واحد تطلق المقاومة سراحه.
وبشأن انسحاب قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أشار بركة إلى أن الاتفاق يشمل انسحابها على مرحلتين، ويكون الانسحاب الكامل إلى خارج القطاع في المرحلة الثانية، أما بشأن النازحين، فقد أكد بركة أن الاتفاق ينصّ على عودتهم من دون شرط أو قيود.
وأكد بركة أنه في الوقت الذي توافق فيه حركة حماس على المقترح فهي تتحدث بلسان كل فصائل المقاومة الذين تتشاور معهم يومياً، مشيراً إلى أن حماس على تشاور وتنسيق دائمين مع الفصائل ومحور المقاومة.
ولفت إلى أن المندوب الأميركي في قطر وافق على المقترح الذي وافقنا عليه، وسينقله إلى "إسرائيل"، التي أصبحت الكرة في ملعبها الآن، إمّا أن تأخذ الأسرى بالتفاوض وإمّا التصعيد الخاسر.
خطوة حماس التي لاقت ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً قوبلت بتشكيك "إسرائيلي" وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال "دانييل هاغاري" في أول تعليق رسمي إنه "تجري دراسة رد حماس على مقترح الهدنة بجدية، وقال "إننا ندرس كل إجابة وكل رد بجدية ونستنفد كل الإمكانات فيما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن".
يأتي ذلك فيما ذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن الوسط السياسي في "إسرائيل" لم يأخذ إعلان حماس قبولها مقترح الهدنة على محمل الجد، مشيرين إلى أن حماس وافقت على صيغة معدلة من المقترح الذي لم توافق عليه إسرائيل بعد.
ونقلت "القناة 12" "الإسرائيلية عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهما "سندرس جواب حماس، الاقتراح الحالي يختلف عن الصيغة التي وافقت عليها "إسرائيل"، وأضافا "هذا اقتراح بعيد المدى وغير مقبول بالنسبة لـ "إسرائيل"، فيما اعتبر مسؤول حكومي أن إعلان حماس قبول مقترح وقف إطلاق النار هو خدعة تهدف إلى إظهار "إسرائيل" كدولة متمردة.
وفي وقت لاحق مساء أمس نقلت "رويترز" عن مكتب رئيس وزراء كيان الاحتلال قوله إن "مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية في رفح للضغط على حماس لتحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب"، وقال المكتب "رغم أن مطالب حماس بعيدة عن مطالبنا سنرسل وفداً للقاء الوسطاء لبحث التوصل إلى صفقة مقبولة".
موافقة حماس جاءت تزامناً مع تهديدات "إسرائيلية" باجتياح رفح، حيث دعت "إسرائيل" سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية بأقصى جنوب غزة، إلى الإخلاء الفوري، والتوجه نحو وسط القطاع في دلالة على نية كيان الاحتلال تنفيذ تهديده باجتياح رفح، رغم التحذيرات الأممية.
ونقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مسؤولين أمنيين، قولهم إن "إسرائيل" أبلغت مصر بتنفيذ عملية إجلاء للنازحين من مناطق بشرق رفح الفلسطينية"، وأشارت إلى أن "تل أبيب أكدت للقاهرة أن عملية الإجلاء ستكون محدودة، وتقتصر على مناطق شرق رفح".
المصدر: الوطن