ما قبل الحدث
جاءت تصريحات الرئيس التركي "إردوغان" قبل عدة أيام صادمة للجميع، حول إمكانية عودة العلاقات السورية – التركية، بترحيب منه ورغبة بلقاء الرئيس بشار الأسد أيضاً، كل ذلك بعد 13 عاماً من القطيعة منذ بدء الحرب عام 2011.
بالمقابل، صدر قرار فتح معبر "أبو الزندين" بين مدينة الباب في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا ومدينة حلب.
اليوم التالي
تغييرات حملت معها تقلب المزاج اشعبي العام هناك أيضاً، لدى القوات التابعة للاحتلال التركي شمال سورية، لاسيما بعد تصريحات "إردوغان" الأخيرة، معتبرين ذلك بمثابة تخلي تركيا عنهم، ليشهد ريف حلب الشمالي الخاضع للاحتلال التركي، يوم أمس ردود فعل غاضبة ضد أنقرة، ومظاهرات واشتباكات للمتظاهرين مع قوات الاحتلال، تخلله إطلاق الرصاص أمام النقطة العسكرية في منطقة "الأتارب" بريف حلب الغربي، بالاضافة لاشتباكات مسلحة اندلعت بين متظاهرين هاجموا مقار عسكرية وخدمية للاحتلال في جرابلس وعفرين، ما أدى لوقوع إصابات، حسبما أفاد ما يسمى "المرصد المعارض" هناك.
تلا ذلك قيام سكان ضمن أرياف حلب المحتل بقطع الطرق أمام السيارات والشاحنات التركية في (مارع وسجو والباب)، وصولاً إلى تمزيق الأعلام التركية وإنزالها عن معبر "باب السلامة" الحدودي في "أعزاز".
كل ذلك، دفع موظفي الاحتلال إلى مغادرة الدوائر التي يعملون فيها، كما انتشرت الدعوات للمظاهرات في مناطق متعددة من ريف حلب وأمام النقاط التركية في إدلب، كما قامت السلطات التركية، الإثنين، بإغلاق جميع المعابر الحدودية التي تربطها مع شمال غربي سورية، إثر التطورات الأخيرة في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي.
حجة المتظاهرين
حادثة "قيصري" التي تعرض خلالها لاجئون سوريون في الولاية التركية لاعتداءات من قبل أتراك، وذلك بعد إشاعة " اعتداء لاجئ سوري على طفلة تركية" كانت حجة المتظاهرين الوحيدة في الشمال، إلى جانب انتشار مقطع فيديو ليل الأحد الماضي يظهر ما قيل إنه حادثة تحرش قام بها لاجئ سوري ضد طفلة تركية في ولاية "قيصري" التركية، لتتم مهاجمة عشرات اللاجئين السوريين والاعتداء على ممتلكاتهم في المنطقة، قبيل صدور بيان رسمي من السلطات في الولاية.
لتأتي التأكيدات بعدها من قبل السلطات بأن حادثة التحرش قد وقعت فعلاً، وبأن الطفلة سورية، وليست تركية ، وهي قريبة الشاب المعتدي.
ليتم بعدها نقل فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صورت الهجمات التي استهدفت سيارات السوريين، ومتاجرهم، ومظاهر الاعتداء عليهم برمي بيوت بعضهم بالحجارة وتكسير زجاج النوافذ لديهم، إضافة لحرق السيارات وبعض المتاجر.
ردود فعل تركية
أما الرد التركي من قبل السلطات الرسمية في البلاد، لم يتعدَ إيقاف المعتدين، وذلك من خلال تصريح وزير الداخلية التركي "علي يرلي كايا"، الاثنين، عن توقيف 67 شخصاً على خلفية اعتداءات وأعمال عنف على ممتلكات السوريين في ولاية "قيصري" التركية بعد حادثة التحرش المزعومة.
ومن ثم إعلان محكمة في ولاية قيصري التركية ،الاثنين، فرض من خلالها حظر النشر على خلفية الحادثة، مع فتح تحقيق بالأحداث التي جرت.
المصدر: تلفزيون الخبر