ما هي أسباب استهداف "إسرائيل" مراكز البحوث العلمية السورية؟

الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 - 10:39 بتوقيت غرينتش
ما هي أسباب استهداف "إسرائيل" مراكز البحوث العلمية السورية؟

لا يزال الحديث عن أهمية سورية ودورها الاستراتيجي في "محور المقاومة" الشغل الشاغل للعدو "الإسرائيلي"، لا سيما بعد وصف صحيفة "معاريف" العبرية سورية بأنها أوكسجين المقاومة.

كما دأب الكيان منذ بداية الحرب على سورية، مروراً بتبعيات عملية "طوفان الأقصى" على استهداف الأراضي السورية، بقصد تدمير البنية التحتية العسكرية في البلاد، وقطع طرق الإمداد للمقاومة في لبنان وفلسطين وتحديداً الضفة الغربية.

إلا أن أكثر ما حاول استهدافه الكيان، خلال اعتداءاته الأخيرة على سورية، هي مراكز البحوث العلمية في دمشق وريفها وحلب وحمص وحماة ومصياف، ناهيك عن محاولات الكيان اغتيال المهندسين والضباط السوريين العاملين في هذه المراكز على مدار سنين الحرب، إما بالاستهداف المباشر، أو عبر أذرع الكيان المتمثلة بالميليشيات الإرهابية.

وعن مدى خطورة البحوث العلمية السورية على أمن "إسرائيل"، يرى البعض أن فرضية تشكيل سورية تهديداً مباشراً للعدو، هو أمر مثير للسخرية، بعد ما عانته البلاد خلال سنين الحرب، في الوقت الذي لا يرى فيه العدو كذلك، بل ويعدها منبع تهديد حقيقي له، والدليل توصيات "معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي" على مدار السنوات.

كما تحدث المعهد "الإسرائيلي" في عام 2022، ضمن تقريرٍ له، طالب فيه بتحييد قدرات الدفاع الجوي السوري التي يمكن أن تقيد حرية سلاح الجو "الإسرائيلي" في الأجواء السورية واللبنانية، مع الإشارة إلى أن تقديرات المعهد في تقريره لعام 2023، يؤكد  تمثيل مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية أكثر مراكز البحث والتطوير تقدماً في الشرق الأوسط في سورية قبل الحرب، وبأنه من الواجب العمل على صياغة خطة منظمة لمنع تحويل سورية إلى تهديد استراتيجي.

و أفاد تقرير المعهد امتلاك سورية قدرة كبيرة على إنتاج الأسلحة والذخيرة وبأن الجهود الجارية هي لإعادة بناء الجيش جزئياً، من خلال أنظمة الدفاع الجوي، فضلاً عن قدرات أُخرى، تنبه إلى أن هذا التهديد أصبح بالفعل تهديداً ناشئاً على "إسرائيل"، ما يفرض علينا الاعتراف بهذا التهديد ونستعد وفقاً لذلك.

تبعاً لهذه الخطورة، بين التقرير أن ما تم العمل به، من وضع خطة للتعامل مع "الخطر السوري" تم عبر ضرب مراكز البحوث العلمية التي تعمل كمركز لبرنامج إعادة التسليح بعدة طرق لا تقتصر على الضربات الجوية، بل دعوة الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الأفراد المشاركين في هذه الأنشطة.

من هنا جاءت تأكيدات الكيان حسب التقرير، بالاستمرار في استهداف مراكز البحوث السورية، طالما أن سورية لم تتوقف عن السعي لإنتاج أسلحة غير تقليدية، أنه في حال استمرارها بتخزين الأسلحة والذخائر الاستراتيجية وكذلك إذا واصلت تعاونها مع إيران وحزب الله وباقي المحور.

‏نستنتج مما سبق، أنه من الممكن فهم نظرة العدو لسورية وقدراتها، وأسباب استهداف مراكز البحوث العلمي وقدرات الدفاع الجوي منذ بداية الحرب وتحديداً بعد إسقاط الدفاع الجوي السوري لطائرة "إسرائيلية" من "طراز "F16 في 2018 وكثف عملياته بعد "طوفان الأقصى".

المصدر: تلفزيون الخبر

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019