موضحاً أن لدى الأمريكيين مصطلحاً يصفون فيه شخصاً ما بأنه مريض ويحتاج لصيانة عالية، وهذا ينطبق على نتنياهو، وهو ما سيدفع ترامب للتصرف على هذا الأساس لسببين رئيسيين:
الأول، هو أن ترامب يرى في نتنياهو شخصاً يحتاج لصيانة فائقة، كما يدرك ترامب، أن "إسرائيل" حصلت من الولايات المتحدة على نحو 18 مليار دولار كمساعدات عسكرية في السنة الماضية، وهو، أي ترامب، يقول إنه لا يريد توظيف أموال أمريكية، لا في أوكرانيا، ولا في "إسرائيل"، وأن الاستمرار في دفع الأموال في الشرق الأوسط ليس مطروحاً على جدول أعماله.
والسبب الثاني، حسب يشياف، هو أن ترامب يرغب في التوصل إلى اتفاق مع السعودية يجعله ثرياً، مثلما حدث في "اتفاقات أبراهام"، والشرط السعودي لمثل هذا الاتفاق هو دولة فلسطينية، لكن نتنياهو وشركاءه من اليمين يعارضون إقامة دولة فلسطينية.
وتساءل البروفيسور يشياف ما إذا كان لدى ترامب أيّ التزامات إزاء نتنياهو. وأجاب بالنفي، مضيفاً إن ترامب يمقت نتنياهو بسبب علاقته بـ جو بايدن. والآن، بعد أنْ تحرر من اعتبارات الانتخابات، لم يعد هناك أي أهمية للوعود الانتخابية. فهو لن يُنتخب لولاية ثالثة، بالتالي، فإن السؤال هو: كيف سيطيّر ترامب نتنياهو…؟
وأعرب يشياف، عن اعتقاده بأن ترامب سيستخدم طريقتين: الأولى، هي أن يبعث رسالة إلى الأحزاب في "إسرائيل"، وعلى رأسها الأحزاب الحريدية، مفادها أن نتنياهو أنهى حياته المهنية، وعندها ستفهم الأحزاب "الإسرائيلية" مغزى الرسالة بسرعة كبيرة، والطريقة الثانية، استخدام الضغوط المالية، وسياسة العصا والجزرة، على نتنياهو والليكود.
وخلُص البروفيسور يشياف إلى القول: إنه ستكون لهذه الخطوة تداعيات مختلفة، سواء على الداخل "الإسرائيلي"، وعلى أمن "إسرائيل"، خصوصاً أن نتنياهو هو المسؤول المباشر عن أكبر أزمة مرت بها "إسرائيل"، وسيذكره التاريخ بأنه أكثر من أضر باليهود داخل "إسرائيل" وخارجها.
من جانبه، قال البروفيسور الأمريكي – اليهودي، جيفري ساكس، إن سبب احتفاظ نتنياهو بالسلطة كل هذه الفترة، ينبع من حقيقة أنه اعتاد توزيع الوعود، وادعاء الفضل لنفسه، من دون أي علاقة بالواقع، ونجاحه حتى الآن في التهرب من تحمل المسؤولية عن الإخفاقات، وخاصة إخفاق السابع من تشرين الأول من العام الماضي، إضافة لكونه المسؤول عن التحريض الذي أدى إلى اغتيال "رابين"، وبمرور السنوات، ازدادت تطلعاته الاستبدادية، وأصبحت الفضائح أشد شراسة، وازداد التأثير السيئ لعائلته والمقربين منه، وأصبحت نرجسيته حالة مرَضية، لذلك، والكلام لايزال لساكس، من المتوقع أن يواجه من سيخلفون نتنياهو في الحكم، ظروفاً جيو – سياسية صعبة.
وختم البروفيسور ساكس قائلاً: "لقد تسبب ترامب بضرر استراتيجي كبير لـ "إسرائيل" عندما قرر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، نتيجة لذلك، يمكن أن تكون الأضرار المستقبلية أكثر خطورة".