‏"إسرائيل" مرغمة على الاتفاق.. كتب راتب شاهين

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 - 13:21 بتوقيت غرينتش
‏"إسرائيل" مرغمة على الاتفاق.. كتب راتب شاهين

بعد مفاوضات غير مباشرة قادها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، توصل أطراف ‏الصراع، لبنان والكيان "الإسرائيلي"، ومن يقف خلف هذا الكيان، إلى اتفاقية لوقف الأعمال العدائية ‏المتواصلة على لبنان.‏

في فصول الحرب على لبنان، أحدثت المقاومة اللبنانية/ حزب اللـه، نوعاً ما من التوازن مع آلة ‏العدوان الضخمة، فرغم السيطرة الجوية للكيان على أجواء المنطقة، إلا أن السيطرة الجوفية ‏للحزب، من خلال مئات الأنفاق المتشعبة في باطن الأرض، كانت من أهم الأسباب التي دفعت ‏الكيان إلى الاتفاق، رغم إخفاء الخسائر من جانب العدو.‏

لا يذهب الكيان "الإسرائيلي" لأي اتفاق إلا مرغماً ومدفوعاً بحسابات ميدانية، أولها وأهمها: ‏استهداف صواريخ حزب الـله لـ "تل أبيب"، ما عجّل بموافقة الكيان على وقف لإطلاق ‏النار، فالإيلام كان متبادلاً، ومن جهة الحزب كان متصاعداً، وثانيهما: قدوم فصل الشتاء، وما ‏يعنيه ذلك من متاعب كبيرة على قواته البرية، التي عجزت عن التثبيت في الأرض الجديدة، ‏التي زرعها حزب اللـه بالكمائن والمصائد، وهذا ما عبر عنه بالتسريع بالاتفاق، على وقع ‏ضربات المقاومة الموجعة.‏

من دون التوصل إلى أي اتفاق، كان أمام الكيان خياران: أولهما أن يذهب إلى استنزاف وخسائر هائلة، ‏فالحزب انتظر واستعد مطولاً للمعارك البرية من نقطة صفر، والاحتلال على علم بذلك، ‏وثانيهما أن يرتد وينسحب بلا اتفاق يضمن العودة لمستوطني الشمال، وهذا بحد ذاته هزيمة، ‏ستحمل لرئيس وزراء الكيان "بنيامين نتنياهو".‏

لقد افتقد الكيان بعد أكثر من شهرين من الاستهداف المكثف للبنان، الأهداف العسكرية ‏لقصفها، فاستهدف المرافق الصحية والسكنية للمدنيين، للضغط على بيئة المقاومة، فمن أهم ‏العوامل التي أدت إلى صمود المقاومة، بعد التجهيز والاستعداد الكبير لحزب اللـه لهذه المعركة، ‏صمود بيئة المقاومة التي تعرضت للضغط، لفك الروابط بينها وبين حزب اللـه، والتي رفضت ‏منح هذا الكنز للعدوان، وبقيت على تضامنها لأنها منه وهو منها، وصولاً إلى فئات أخرى من ‏اللبنانيين، لكن جميعهم رفض منح ما يريده الكيان العدواني، وإحداث شرخ بين اللبنانيين، وبقوا ‏على تضامنهم مع أهل الجنوب.‏

الأيام تثبت، إن كان الاتفاق هدنة مؤقتة يريدها الاحتلال لاستراحة قبل الشروع من جديد ‏بالقتل، وخاصة أن المنطقة قد خبرت سلوكيات الكيان عن كثب، فهل يتوقف عن طبيعته ‏العدوانية؟.. بعد غزة، لبنان، ومن ثم.. من!

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019