وفي التفاصيل، لاحظ الباحثون ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات البروتينات الالتهابية في الدم لدى 16 مشاركاً صحياً بعد حرمانهم من النوم الكافي. وتلعب هذه البروتينات، التي يفرزها الجسم استجابةً للتوتر أو العدوى، دوراً سلبياً عند بقائها مرتفعة لفترات طويلة، حيث تساهم في تلف الأوعية الدموية وترفع خطر الإصابة بأمراض مثل قصور القلب والشرايين التاجية واضطرابات النظم القلبي.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه التغيرات ظهرت سريعاً بعد ليالٍ قليلة من النوم غير الكافي، ما يؤكد أن الآثار السلبية للحرمان من النوم قد تبدأ في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا.
كما كشفت الدراسة أن التمارين الرياضية تفقد بعض فوائدها في ظل نقص النوم، حيث تراجعت استجابة البروتينات الصحية مثل "إنترلوكين-6" و"عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ" (BDNF)، والتي تعزز صحة القلب والدماغ.
إضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن توقيت سحب عينات الدم يؤثر على النتائج، مع اختلافات أكثر وضوحًا في مستويات البروتين بين الصباح والمساء لدى الأشخاص المحرومين من النوم، مما يسلط الضوء على تعقيد التفاعل بين الساعة البيولوجية والعمليات الكيميائية الحيوية في الجسم.
وتُعد هذه الدراسة تحذيراً صارخاً من أن التضحية بساعات النوم، سواء للعمل أو السهر، قد يكون لها عواقب صحية وخيمة. فالنوم الجيد ليس مجرد وسيلة للراحة، بل استثمار حيوي في صحة القلب والعمر المديد.