وتعود هذه التسمية لكثرة العيون النذرية التي تعود إلى عصر “جمدة نصر” بين 3100-2900 ق.م. وجدت ضمن معبد مرتفع بيضوي الشكل بارتفاع 6 أمتار مبني من الآجر.
كان لـ"معبد العيون" مذبح متصالب الشكل، أما الأبنية الملحقة به فتشبه المستودعات التي تستخدم لحفظ الكنوز والثروات، فالمعبد هو القلب الاقتصادي للمدينة، جدرانه سميكة وتضم أكثر من طابق وهي مزينة بزخارف على شكل ورود متعددة الألوان، وبلوحات فسيفسائية على شكل القمع مزينة الرأس مغروسة في جدران البناء تبعاً للطريقة المستخدمة بكثرة في المدن السومرية المعاصرة له.
اكتشف فيه أختام مسطحة، منها ما هو على شكل غزالة مستلقية تتميز بواقعية رائعة ورسم على الوجه الخلفي، ومنها ماعزان يركضان وعصفور وإشارات تجريدية، وهـذا يدل على أن النحات في تل براك كانت لديه "ميول إبداعية" تختلف نوعاً ما عن زميله في بلاد ما بين النهرين.
كما اكتشف في ذلك المعبد مجموعة من التماثيل الصغيرة، وبشكل أقنعة ورؤوس صغيرة تحمل فـي قسمها العلوي أخاديد أفقية يمكن أن تثبت بواسطة المسامير، ولم يتم التوصل لمعرفة ما إذا كانت منفصلة عنها أم أنها توضع على رأس التمثال، وما يميز تلك التماثيل الصغيرة، عيونها الشديدة الاتساع، الأمر الذي قد يوحي بأن العينين الواسعتين من المميزات الجمالية لذلك العصر، وقد اكتشف في هذا المعبد وحده قرابة 300 تمثال صغير من هذا الطراز، مما جعل "مالاوان" يطلق عليه "معبد العيون".
أغلب المكتشفات النحتية في تل براك تمثل شخصية واحدة، وتصور أحياناً أمهات يحملن أطفالهن بأيديهن، وأغلب الظن أنهن يمثلن الآلهة "بالمفهوم المتعارف عليه في ذلك الوقت" كما يرجح أن اسم الموقع الحالي مستمد من "لاكوس بيراكي" المذكور في لوحة "بوتنغر" الشهيرة، التي وردت فيها أسماء المدن والمواقع الشهيرة للإمبراطورية الرومانية.