وحسبما جاء في البيان الصحفي عن الخدمة الإخبارية لموقع "أدفانسينغ إيرث آند سبيس ساينس" (Advancing Earth and Space Science) يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإن فريق البحث وجد أن تجدد المياه الجوفية يحدث بوتيرة تصل إلى الضعف مقارنة بالتوقعات السابقة.
جوف الأرض مصدر كبير للمياه العذبة
تشكل المياه الجوفية غالبية المياه العذبة التي يحتاجها العالم اليوم، إلا أن هناك افتقارا إلى كثير من المعطيات الدقيقة بشأن حجمها وتجددها، خاصة في المناطق القاحلة التي تشهد استنفادا كبيرا لها.
فبسبب شحّ الأمطار وندرة المياه السطحية، تلجأ كثير من دول العالم إلى استغلال هذا المصدر سواء من أجل الشرب أو سقي المحاصيل الزراعية، فضلا عن مساهمتها في إمداد الأنهار والأودية، وهي بذلك تلعب دورا كبيرا في تحقيق الأمنين المائي والغذائي.
ولقياس وتيرة تجدد هذا المورد والوقت الذي تستغرقه الخزانات الأرضية للامتلاء مجددا، اعتمد فريق البحث من العلماء على دراسات سابقة وعلى نموذج علمي تم تطويره خصيصا لذلك الغرض.
ومعروف لدى خبراء المياه الجوفية والاستشعار عن بعد أنه من الصعب جدا تحديد حجم المياه الجوفية التي تنام عليها دول العالم؛ لأن التقنيات المتوفرة لا يمكنها قياس الأعماق من الفضاء، وبالتالي يستحيل تحديد حجم هذه المياه بدقّة.
وليس الهدف من هذه الدراسة هو قياس كميات المياه الجوفية الموجودة في أعماق الأرض، بل تحديد وتيرة تجددها وإبراز دورها الذي تلعبه في إمداد الأنهار والأودية والغطاء النباتي بالماء العذب، وبالتالي الإبقاء على التوازن البيئي.
أهمية المياه الجوفية
حسبما جاء في الدراسة التي نشرت في دورية "جيوغرافيكال ريسيرتش ليترز" (Geographical Research Letters)، فإن المياه الجوفية مصدر لنحو 2 مليار نسمة، وتسقي 40% تقريبا من المساحات الفلاحية عبر مختلف مناطق العالم.
وفضلا عن نقص المعطيات والنماذج العلمية التي تسمح بقياس حجم هذه المياه داخل الأرض، أشار العلماء إلى وجود نقص في فهم التجاذب الحاصل بينها وبين المياه السطحية، باعتبار أن كثيرا من الأنهار والأودية تستمد مياهها من هذا المصدر.
ويضيف العلماء -في دراستهم- أن المياه الجوفية التي تكون عادة المصدر الرئيسي للمياه السطحية هي التي تكون قريبة من السطح، وليس تلك التي في الأعماق، وأن التجاذب بينها يحدث -في غالب الأحيان- بعد مرور شهور على امتلاء هذه الخزانات.
وخلُص العلماء إلى القول بأن عدم معرفتنا الدقيقة بحجم المياه الجوفية يحتم علينا عدم استنفادها واستغلالها بطريقة غير رشيدة، أي أنه تجب مراعاة كميات الأمطار والثلوج التي تتساقط في ذلك، فكلما كانت ضئيلة كان من الحكمة عدم استغلال المياه الجوفية بكثرة والبحث عن مصادر مياه غير تقليدية.