رقم قياسي جديد لتلسكوب جيمس ويب

السبت 31 ديسمبر 2022 - 08:30 بتوقيت غرينتش
رقم قياسي جديد لتلسكوب جيمس ويب

كشفٌ جديد مذهل يحققه تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي التابع لـ"وكالة الفضاء الأميركية الوطنية" (NASA) بفضل تطوير اثنين من الأدوات الموجودة على متنه: الكاميرا القريبة من الأشعة تحت الحمراء "نيركام" (NIRCam) وجهاز الطيف بالأشعة تحت الحمراء القريبة "نيرسبيك" (NIRSpec)، والتي استطاعت رصد أقدم المجرات حتى الآن.

 

أقدم المجرات المكتشفة

استغرق الضوء من هذه المجرات أكثر من 13.4 مليار سنة للوصول إلينا، حيث يعود تاريخ هذه المجرات إلى أقل من 400 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، عندما كان الكون 2% فقط من عمره الحالي.

ورغم أن البيانات السابقة من ويب قد قدمت مرشحين لمثل تلك المجرات الوليدة، فقد تم تأكيد هذه الأهداف من خلال الحصول على ملاحظات طيفية، والكشف عن أنماط مميزة في علامات الضوء القادمة من هذه المجرات الخافتة بشكل كبير.

تقول عالمة الفلك والمؤلفة المشاركة إيما كورتيس ليك من جامعة هيرتفوردشاير بالمملكة المتحدة في تقرير نشرته وكالة ناسا في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري "كان من الضروري إثبات أن هذه المجرات تسكن الكون المبكر بالفعل. من الممكن جدا أن تتنكر المجرات الأقرب في شكل مجرات بعيدة جدا. إن رؤية أطيافها يؤكد أن هذه المجرات على الحافة الحقيقية لرؤيتنا، وبعضها أبعد مما يمكن أن يراه هابل! إنه إنجاز مثير للغاية".

المجرات الأربع التي تم رصدها تقع عند انزياح أحمر فوق 10، بما في ذلك اثنتان عند الانزياح الأحمر 13 (ناسا)

رؤية واضحة للكون المبكر

اجتمعت في عام 2015 فرق تطوير الأدوات معا لتقدم ما يسمى "مسح تلسكوب جيمس ويب الفضائي المتقدم العميق خارج المجرة" (جيدز) (JADES)، وهو برنامج طموح تم تخصيص ما يزيد قليلا على شهر واحد من وقت التلسكوب له على مدار عامين، ومصمم لتوفير رؤية للكون المبكر لم يسبق لها مثيل في العمق والتفاصيل، كما أنه نتاج تعاون دولي لأكثر من 80 عالم فلك من 10 دول.

يصف المؤلف المشارك مارسيا ريكام -الباحث الرئيسي في تطوير الكاميرا القريبة من الأشعة تحت الحمراء، من جامعة أريزونا في توكسون- النتائج بأنها "تتويج لسبب انضمام فريقي "نيركام" (NIRCam) و"نيرسبيك" (NIRSpec) معا لتنفيذ برنامج المراقبة هذا".

ما لم يصل إليه هابل

بدأ برنامج جيدز مع نيركام باستخدام أكثر من 10 أيام من وقت المهمة لمراقبة المجال داخل وحول الحقل شديد العمق التابع لتلسكوب هابل الفضائي، الذي كان لأكثر من 20 عاما هدفا لجميع التلسكوبات الكبيرة تقريبا، مما أدى إلى بناء مجموعة بيانات حساسة بشكل استثنائي تغطي الطيف الكهرومغناطيسي الكامل، ثم جاء جيدز ليراقب هذا المجال بـ9 ألوان مختلفة من الأشعة تحت الحمراء، وإنتاج صور رائعة للسماء هي الأكثر خفوتا والأدق حتى الآن.

يقول المؤلف المشارك برانت روبرتسون من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز -وهو عضو في الفريق العلمي لنيركام- "لأول مرة، اكتشفنا مجرات تبعد 350 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، ويمكننا أن نكون واثقين تماما من مسافاتها الرائعة. إن العثور على تلك المجرات المبكرة في مثل هذه الصور الجميلة بهذا الشكل المذهل هو تجربة فريدة".

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019