وبحسب تقارير علمية، فإن هذه الدراسة تعتمد على دراسة الحمض النووي للطائر المعروف بـ"دودو"، الذي عاش في جزيرة موريشيوس وسط المحيط الهندي إلى غاية أواخر القرن السابع عشر، ولم يكن قادرا على التحليق.
وربما يبدو الأمر ضربا من الخيال، لأن الحيوان منقرض منذ قرون، لكن العلماء يوضحون أن سعيهم يستند إلى خطوات مدروسة بعناية فائقة.
ما قصة المشروع؟
يعتمد هذا المشروع العلمي الطموح، على دراسة الحمض النووي للطائر، إلى جانب التدقيق في متوالياته الجينومية، ثم إيجاد الطائر الأقرب إليه من حيث السلالة، في وقتنا الحالي.
أحرز العلم تقدما ملموسا في هذا المجال، ففي وقت سابق، تمت تجربة ناجحة، عندما جرى حقن جنين طائر البط، بخلايا جرثومية من الدجاج، فأضحى لديه حمض نووي شبيه بالديك.
كان طائر "دودو" موجودا بكثرة في موريشيوس، لكن مع وصول البحارة، انقلبت حياته رأسا على عقب، بسبب الإقدام على صديه، وكثرة الجرذان.
كان هذا الحيوان مسالما للغاية، ولم يكن يخشى الاقتراب من الإنسان، وهذا الأمر جعله أكثر عرضة لصيد جائر، فانقرض من الجزيرة في غضون عقود فقط.
يقول الباحثون إنهم يستفيدون من تقنيات الحمض النووي، والتعديل الجيني، وما يعرف بعلم الأحياء التركيبي.
يشرح الأستاذ والباحث في علم الأحياء التطوري بجامعة كاليفورنيا، بيث شابيرو، إن العالم يشهد أزمة انقراض في الوقت الحالي، مشددا على ضرورة التحرك، وقال إنه تمكن من إتمام جزء مهم من المشروع.
شابيرو يرأس مشروعا لشركة "كولوسال بيوساينس" التي تتخذ من ولاية تكساس مقرا لها، وهي تسعى بالأساس للاستفادة من تقنيات علوم الأحياء لأجل إعادة حيوانات منقرضة إلى الحياة مثل النمر التسماني والماموث وحتى طائر "دودو".
أوضح العالم الأميركي أنه أتم الحصول على "المتواليات الجينية" من الحمض النووي القديم للطائر الذي جرى العثور على بقاياه في الدنمارك.
عقبات تواجه المشروع
هذا المشروع تعترضه عدة عقبات، نظرا لصعوبة برمجة خلايا من طائر قريب من "دودو" مع الحمض النووي للطائر المنقرض.
تستند هذه الطريقة العلمية إلى إزالة الخلايا الجرثومية الأولية من البيضة، ثم العمل عليها في المختبر من أجل تعديلها، وجعلها بالمواصفات المرغوبة، ثم إعادتها مرة أخرى إلى البيضة حتى يكتمل مسار النمو.
في حال نجح هذا المشروع، فإن البشرية سترى بشكل مباشر طائرا انقرض منذ قرون، لكنه سيكون قد أعيد إلى الحياة.