وعلى مر السنوات السابقة نجح العديد من المخرجين باكتشاف أماكن أثرية وطبيعية جديدة أبدعوا بتصويرها في عدساتهم وقدموها في أعمال درامية سلطت الأضواء عليها وجعلتها مقاصد سياحية للكثير من السوريين والعرب ممن شاهدوا هذه المسلسلات وأحبوها.
وفيما يلي رصد لأهم تلك الأعمال:
ضيعة ضايعة
اكتسبت قرية السمرا في محافظة اللاذقية شهرة واسعة بعد تصوير المسلسل الكوميدي "ضيعة ضايعة" تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو وظهورها فيه باسم "أم الطنافس الفوقا"، حيث لفتت أنظار المشاهدين بسبب طبيعتها الخاصة والخلابة التي تجمع بين الجبل والبحر في مشهد ساحر جعلها فيما بعد مقصداً للكثير من السياح كما توالت حولها المقالات والتقارير الصحفية والبرامج الوثائقية التي تعرف بها.
وتحولت منازلها الريفية والبسيطة إلى وجهة مميزة للسياح ليلتقطوا الصور في منازل "جودي" و"أسعد" والمختار "البيسة"، فخلق هذا العمل مردوداً اقتصادياً جديداً لأهل هذه القرية الذين باتوا يستثمرون شهرة منازلهم ويتقاضون مبالغ معينة مقابل تأجيرها.
والسمرا هي إحدى القرى التابعة لكسب في محافظة اللاذقية وتشكل آخر نقطة على حدود ساحل البحر الأبيض المتوسط مع تركيا في شمال غرب سورية.
الخربة
مرة أخرى نجح الثنائي ممدوح حمادة والليث حجو في توجيه الأنظار إلى منطقة جديدة في محافظة مختلفة وهي قرية "ذكير" الأثرية التي تبعد 60 كم عن مدينة السويداء من خلال مسلسل "الخربة" الذي صدر عام 2011.
وتتميز هذه القرية بأزقتها الضيقة وبيوتها البسيطة وحجارتها السوداء القديمة، بالإضافة إلى غناها بالآثار والمعالم السياحية والدينية التي صورها المسلسل بقالب لطيف مظهراً عادات وتقاليد أهالي تلك البلدة ولهجتهم وزيهم الشعبي بأسلوب كوميدي محبب جعل العمل محبباً للجماهير الذين وجدوا فيه مكاناً جديداً لرحلاتهم السياحية.
الزند
استطاعت مدينة حمص أن تخطف أنظار صناع مسلسل الزند - ذئب العاصي تأليف عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي الذي عرض في رمضان 2023 وتميز بمشاهد الطبيعة الساحرة التي صورها على ضفاف نهر العاصي وتحديداً في منطقة "ربلة" التي تتميز بحواريها وشوارعها الضيقة ومبانيها التراثية وطابعها الزراعي، فكانت واجهة مميزة لصناع العمل. وزاد الإقبال السياحي على هذه المنطقة بعد الجماهيرية الكبيرة التي حققها العمل وإبداع مخرجه في تصوير مكامن السحر والجمال الموجودة فيها.
كما سلط "الزند" الضوء على قرية "عين الدلبة" في محافظة طرطوس ومغارتها الصخرية الكبيرة التي يلجأ إليها "عاصي الزند" ورفاقه للهرب من بطش الإقطاعيين، وبعد هذه الحلقة توجهت الأنظار إلى المغارة وبات الناس يقصدونها لالتقاط الصور فيها على الرغم من عدم اكتمال الأبحاث فيها لتأمينها بشكل كامل.
ولاد بديعة
نجح صناع مسلسل ولاد بديعة في تصوير عظمة جمال وروحانية مقام الأربعين الذي يقع على جبل قاسيون وفيه مغارة الدم التي تشهد على أول جريمة عرفتها البشرية.
وبمشاهد خاصة ومميزة عكس الثنائي علي وجيه ويامن الحجلي برفقة المخرجة رشا شربتجي عظمة هذا المكان وإطلالته الساحرة على مدينة دمشق، والجماهيرية العربية الكبيرة التي حققها العمل دفعت العديد من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي لزيارة هذا المكان وتوثيق رحلتهم إليه، حيث نشروا العديد من المقاطع صوروا فيها تجربتهم ودعوا الآخرين لزيارة هذا المكان لقدسيته الدينية والتاريخية.
أعمال عديدة
تعتبر مدينة تدمر في حمص من أكبر وأهم المدن الأثرية في سورية وثقت أعمالاً عديدة عظمت حضارتها وأعمدتها وآثارها، من بينها مسلسل "العبابيد" الذي صدر عام 1997 ويحكي قصة المدينة وملكتها زنوبيا وهزيمتها أمام الغزو الروماني بعد مقاومة طويلة، بالإضافة إلى مسلسل "زنوبيا ملكة تدمر" الذي أنتج عام 1977.
كما كان مسلسل "الغفران" تأليف حسن سامي يوسف وإخراج حاتم علي آخر مسلسل سوري صور في هذه المدينة، حيث عرضت فيه مشاهد قضاء "أمجد وعزة" شهر العسل في مدينة تدمر.
هومي هون
بالرغم من مشاهده الداخلية وعدم تصويره لأي لقطات خارجية ركز المسلسل الكوميدي الاجتماعي "هومي هون" تأليف لبنى مشلح ولبنى حداد وإخراج باسم ياخور على قصر كيوان الدمشقي الذي ظهر في عدة لقطات على أنه منزل عائلة الآغاباشي.
ويعتبر قصر كيوان معلماً معمارياً وسياحياً مهماً عمره ناهز ثلاثة قرون، وهو موجود في منطقة المزة غرب دمشق ويطل على مزارع كيوان التي تتميز بجمال طبيعتها ونهر النيربين الذي يتخللها.
والنجاح الكبير الذي حققه العمل الصادر في عام 2004 جعل لهذا القصر شعبية كبيرة وبات اسمه متداولاً بين الناس "بيت هومي هون".
الفصول الأربعة
لم يوثق مسلسل "الفصول الأربعة" أياً من المناطق الطبيعية والأثرية لكن القاعدة الجماهيرية العريضة لهذا العمل جعلت منزل الجد والجدة "كريم ونبيلة" الموجود في منطقة الجسر الأبيض بدمشق مقصداً لعشاق هذا المسلسل الذين باتوا يبحثون عنه ويزورونه لاسترجاع دفء ذكرياتهم وأيامهم القديمة.
وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات على عرضه الأول، ما زال الناس باستمرار يوثقون مرورهم أمام شرفات هذا المنزل الذي أضحى بيتاً لكل السوريين الذين أجمعوا على محبته.
المصدر: الوطن