العديد من الكنائس والمباني الدينية ضمن هذه القرية، تتميز بنمط العمارة الرومانية والبيزنطية الفريدة، والتي تظهر تصاميم معمارية دقيقة ونقوش مذهلة، بينما تعكس بقايا البيوت السكنية في هذه القرية، نمط الحياة اليومية لسكانها في العصور القديمة، إذ إنها مبنية من الحجر الجيري، وتبدو فيها تقنيات البناء والمهارة المعمارية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت.. كما تنطوي الكنوز الأثرية في هذه القرية على بقايا معالم لمنشآت زراعية مثل معاصر الزيتون والأحواض الزراعية، ما يشير إلى النشاط الزراعي المكثف والممنهج فيها.
أدرجت "الدانا" ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بوصفها جزءاً من المواقع الأثرية في تلك المنطقة، لأهميتها التاريخية والأثرية الفائقة، ولكونها موقعاً هاماً للدراسات الأثرية والتاريخية، حيث زارها الباحثون وعلماء الآثار من جميع أنحاء العالم لدراسة بقاياها وفهم تاريخها.
أهم ما يميز هذه القرية الأثرية وجود مبنى (القبر الهرمي) الذي يرقى إلى القرن الرابع الميلادي، ويشبه إلى حدٍّ بعيد المباني الجنائزية الهرمية في موقع (البارة) الأثرية، يتقدمه رواق على أعمدة أسطوانية متوجة بتيجان كورنثية، وسقف الرواق ببلاطات حجرية، كما زين أعلى جدرانه شريط زخرفي جميل.
ينفرد غربي القرية ببناء مميز غاية في الروعة يدعى (قصر البنات) أو(بيت الراهبات)، يتألف من ثلاثة طوابق، وكان مخصصاً لتعليم الدين المسيحي للراهبات، وانتشر مثل هذا البناء في العديد من القرى الأثرية بالمنطقة، وصولًا إلى (الرقة) حيث يوجد بناء يماثله في منطقة (هرقلة).
المصدر: صحيفة تشرين