بمشاركة ما يقارب 300 جهة، بدء فعاليات المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي في سلطنة عمان

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 09:09 بتوقيت غرينتش
بمشاركة ما يقارب 300 جهة، بدء فعاليات المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي في سلطنة عمان

افتتح المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي الذي تنظمه مؤسسة وثيقة وطن السورية وهيئة الوثائق والمحفوظات العمانية في مسقط أعماله صباح اليوم، برعاية سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، وذلك في قاعة المؤتمرات بفندق (غراند ميلينيوم) بمنطقة الخوير في العاصمة العمانية مسقط.

يضم المؤتمر الذي انطلقت أعماله تحت عنوان "المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي … المفهوم والتجربة عربياً"، مؤسسات وباحثين ومتخصصين بالتوثيق والتأريخ من عدة بلدان عربية ودولية، بما يقارب ٣٠٠ مشارك من جهات وجنسيات متعددة، كما تحضره معظم الجهات الحكومية العمانية، كما ويعد أكبر مؤتمر تعقده هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية منذ تأسيسها.

رئيس هيئة الوثائق العمانية الدكتور حمد بن محمد الضوياني أكد في كلمة له، أن التأريخ الشفوي عامل أساسي في قراءة الواقع وكتابة التاريخ وتشجيع البحث العلمي، مثمناً التعاون الحاصل بين كوادر الهيئة الوطنية العمانية ومؤسسة وثيقة وطن السورية في هذا المجال.

كما ركزت مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن الدكتورة بثينة شعبان، في كلمتها خلال الافتتاح، على ضرورة التعاون العربي في تجربة التوثيق وكتابة التاريخ لحفظ الذاكرة والهوية الوطنية ومنعاً لتزوير الحقائق، مع الإشارة إلى أن ما يحصل في فلسطين المحتلة اليوم، من حرب إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني هو الشاهد الأكبر على محاولات تجريف الذاكرة وطمس الهوية الوطنية.

وعن أهمية موضوع التأريخ الشفوي، بينت شعبان في كلمتها أن دوره لا يُختصر في توثيق الأحداث والوقائع فقط، بل في حفظ الذاكرة الحية التي تشكل جزءاً أساسياً من الهوية التاريخية والثقافية للشعوب، داعيةً لمواصلة ما بدأه العرب قديماً بتسجيل التراث الشفوي لحياة الرسول (ص) وأحاديثه.

وتابعت شعبان: "بالمقابل وبالرغم من حضور الاهتمام بالتأريخ الشفوي في عدد غير قليل من البلدان العربية مثل فلسطين وليبيا وبعض دول المغرب العربي وسلطنة عمان التي أسست دائرة التوثيق الشفوي ضمن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية منذ العام 2007، إلا أننا في المنطقة العربية لم نستكشف بعد كامل أدوار الوثيقة الشفوية، ولم نختبر بعد العمل المؤسساتي التخصصي في ميادين العلوم التأريخية والإنسانية بكل ما يستدعيه هذا الميدان من بحث في الخصوصيات المجتمعية، وما يترتب عليها من تكيفات منهجية ومعرفية".

وعن دور "وثيقة وطن" في هذا المجال، أضافت شعبان أنه ومنذ تأسيس وثيقة وطن، أدركنا في سورية جملة المسؤوليات المجتمعية، المعرفية والثقافية التي يفرضها ميدان عمل في التأريخ الشفوي، فالتأريخ الشفوي، الذي يناقش السرديات التاريخية السائدة والمهيمنة ويؤسس لسرديات مغايرة حيناً ومنافسة في بعض الأحيان، يحظى بمكان محوري في شبكة علاقات القوة الكامنة في إنتاج وإعادة إنتاج المعرفة وسد الثغرات المعرفية بخصوص الماضي وعلاقته بالحاضر والمستقبل".

لافتةً إلى أن وثيقة وطن بدأت بمسابقة الزمن لتسجيل روايات السوريين الذين عاشوا فصول حرب إرهابية على سورية استهدفت المؤسسات والذاكرة والهوية الوطنية والعيش المشترك، وكلما تقدمت في تسجيل وتدوين حكايا الناس شعرت أن الحاجة لهذا التدوين كبيرة وفي أكثر من مجال، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى إجراء أكثر من 1200 مقابلة لتسجيل شهادات أناس عايشوا الحرب على مساحة الجمهورية العربية السورية بدأت وثيقة وطن مشاريع تأريخ دور المرأة في زمن الحرب ودور الفن في الصمود في زمن الحرب، وخوفاً على تراثنا من هذا الاستهداف بدأت بتأريخ المونة السورية والتي كان لها تاريخياً دور مهم في صمود بلدنا عبر القرون، كما اجترحت مشاريع تدوين الحرف اليدوية التي هي عنوان الهوية التاريخية لسورية.

وتستمر فعاليات المؤتمر لثلاثة أيام تضم محاضرات لمناقشة محاور نظرية وعملية ومستقبلية حول سبل تطوير تجربة التأريخ الشفوي على المستوى العربي.

المصدر: وكالة سانا

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019