عراقجي: لدينا مبادرات في مجال المفاوضات لكن بشرط!

الأحد 16 نوفمبر 2025 - 19:06 بتوقيت غرينتش
عراقجي: لدينا مبادرات في مجال المفاوضات لكن بشرط!

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، نحن لدينا مبادرات في مجال المفاوضات، لكن بشرط أن تصب هذه الخطوات في مصلحة الشعب الإيراني وتحفظ حقوقه؛ مبينا انه "في حال أصر الطرف المقابل على الدفع بمفاوضات تؤدي إلى انتهاك حقوق الشعب الإيراني وتضم مطالب مبالغا فيها، فلن يوافق أي إيراني على مثل هذه الطروحات".

وأفادت "إرنا" بأن "عراقجي" أوضح خلال تصريحاته اليوم الأحد للصحفيين على هامش منتدى "القانون الدولي تحت الهجوم والعدوان والدفاع"، أن "هذه الجلسة عقدت ضمن الجلسات الفرعية لمنتدى طهران للحوار، وقد شارك فيها نحو 60 ضيفا أجنبيا فضلا عن البعثات الدبلوماسية المعتمدة في طهران وأكثر من 200 ضيف محلي".

وأوضح وزير الخارجية، أن "نقاشات بالغة الأهمية طُرحت في هذا الاجتماع، ولا سيما فيما يتعلق بالقانون الدولي"؛ قائلا : إن عنوان المؤتمر وما يواجهه القانون الدولي من هجمات، يعكسان حجم التحديات، وقد جرت اليوم مناقشات بناءة للغاية بهذا الشان.

وأكد، بأن "السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم بعض الدول الغربية، تهدف إلى إعادة العلاقات الدولية إلى ما قبل تأسيس الأمم المتحدة، حيث المرحلة التي لم يكن القانون الدولي فيها قد تبلور بعد؛ اي العودة إلى قانون الغاب".

وتابع عراقجي : إن هذه السياسات تمنح الدول الحق في أن تفعل ما تشاء في أي وقت، وأن تهاجم أي مكان، وأن تأمر بإخلاء المدن، وأن تطلب الاستسلام غير المشروط، وأن تقرر ما يجب فعله أو عدم فعله في الدول الأخرى؛ مردفا : هذا السلوك لا يعد سوى تطبيق لقانون الغاب، ويدفع الدول المختلفة إلى تعزيز قدراتها الذاتية والدفاع دون الاعتماد على القانون الدولي، ما يؤدي في النهاية إلى فوضى دولية.

واستطرد قائلا : هذا هو المسار الذي تنتهجه الولايات المتحدة الأمريكية، ومن وجهة نظر المجتمع الدولي فلا بد من مواجهته، وبما يلزم علينا أن نعود إلى القيم الدولية والقانون الدولي والدبلوماسية من أجل تحقيق السلام والاستقرار"؛ مؤكدا على أن إيران ستواصل مقاومتها أمام هذه الهجمات.

وفي رده على سؤال حول "سياسات إيران تجاه الإجراءات الأمريكية"، قال : إن سياستنا واضحة تماما، فنحن ما زلنا نتمسك بالدبلوماسية وندعم الحلول السلمية للنزاعات الدولية، لكننا في الوقت نفسه لن نتراجع أمام الضغوط والهيمنة والمطالب المبالغ فيها، وسنقاوم.

وتابع وزير الخارجية الايراني : نحن أثبتنا في مراحل مختلفة، بأننا لن نرضخ أبدا أمام الإملاءات، وحتى لو فرضت علينا حرب فسنكون قادرين على حماية بلادنا؛ سياستنا هي المقاومة أمام النزعة السلطوية، مع التمسك بالدبلوماسية والحوار، وقد أثبتنا ذلك عمليا.

وعن سؤال حول "وجود خطة جديدة للتفاوض مع أمريكا من عدمه"، صرح : لم أقل إن لدينا خطة جديدة؛ حديثي كان واضحا تماما بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائما مؤيدة للدبلوماسية والمفاوضات، ولكن تلك التي تكون عادلة وقائمة على منهجية واضحة وعلى المصالح المتبادلة، وأما النهج الحالي للحكومة الأمريكية فلا يعكس أي استعداد لمفاوضات عادلة ومتوازنة تحقق مصالح متبادلة.

وأوضح عراقجي : ان ما شاهدناه من الأمريكيين حتى الآن، لم يكن سوى محاولة لفرض مطالب قصوى ومتشددة، ومع مثل هذه المطالب، لا نرى أي فرصة للحوار؛ لكن مع ذلك، تبقى إيران مستعدة للحوار دائما لكنها لن تشارك في أي مفاوضات ذات طابع إملائي.

وفي ما يتعلق بإمكانية بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوساطة مصر، قال : إن دولا مختلفة، ولا سيما اقليمية، تبذل جهودا لإرساء السلام وتجنب التصعيد، وتتواصل معنا في هذا السياق؛ مردفا : نحن ماضون بشكل مستدام في مشاوراتنا واتصالاتنا، كما تستمر علاقاتنا وحواراتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واستدرك وزير الخارجية : ان سفيرنا في فيينا يتميّز بنشاط جيد للغاية، وقد جرى قبل ليلتين عقد اجتماع بين سفراء إيران وروسيا والصين مع المدير العام للوكالة، وهناك قواعد محددة للتعاون مع الوكالة يجب الالتزام بها في ظل تطورات الميدان، وطالما كانت هذه القواعد محط احترام، فإن التعاون سيستمر".

وأكد "عراقجي"، في معرض رده على سؤال بشأن الانتقادات الموجهة لوزارة الخارجية حول "الجمود" في السياسة الخارجية، أكد عراقجي بأن الوزارة أدت التزاماتها خلال العام الماضي حتى في ظل الظروف الحربية، وإن جهود الخارجية خلال الحرب الـ 12 يوما أسهمت في تعزيز مشروعية إيران، حيث دعمتها أكثر من 120 دولة.

كما أشار إلى نجاح الوزارة في قضية "السناب باك" (الية الزناد)، والذي اكد بانه "كشف انقساما داخل مجلس الأمن الدولي، وأجبر أمريكا على الاعتراف بوجود أغلبية دولية مؤيدة لإيران"؛ مبينا أن وزارة الخارجية تواصل مبادراتها الدولية، بما في ذلك مساعي إرساء الاستقرار بين باكستان وأفغانستان.

وأكمل وزير الخارجية في الختام، أن "لدى طهران مبادرات تفاوضية أخرى، لكنها مشروطة بأن تكون في مصلحة الشعب الإيراني وتحفظ حقوقه"؛ مؤكدا بأن "الجمهورية الاسلامية لن تشارك في مفاوضات تفرض فيها مطالب مبالغ فيها أو تمس حقوق الإيرانيين".

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019