وأوضح المسؤول في الجمعية أحمد هاشم أن مسجد معرة النعمان الكبير من المعالم التي تحمل قيمة إنسانية كبيرة للشعب السوري عامة وللمسلمين خاصة.
وأشار هاشم، نقلاً عن وكالة سانا، إلى أن من ضمن المهام التي أخذتها جمعية “عطاء” على عاتقها، ترميم ما يمكن من الأوابد الأثرية والمعالم التاريخية في سورية، وكان مسجد معرة النعمان في مقدمتها.
وقال هاشم "قمنا بالتنسيق مع مديرية الأوقاف ودائرة الآثار لتقييم الأضرار في المسجد، ووضعنا خطة ترميم تمتد لعام كامل منذ بدء العمل، وتشمل إعادة تأهيل المئذنة والمزولة والميضأة وساحة المسجد والباحة والقباب الداخلية التي تضررت جراء قصف النظام البائد، وقد بدأنا أعمال الترميم بشكل مكثف، ونأمل أن يُسلم المسجد في موعده المحدد".
من جانبه أوضح رئيس دائرة آثار معرة النعمان عبد السلام الحمو أن المسجد كان معبداً قديماً ثم تحول في العصر البيزنطي إلى كنيسة قبل أن يصبح في الفترة الأموية مسجداً، ويأخذ شكله الحالي في العصر العباسي.
وأضاف الحمو: إن المسجد تعرض لحرائق في عهد الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس عام 969 ميلادي ثم جرت عمليات ترميم متعاقبة في العصور المملوكية والأيوبية والعثمانية، وفي الفترة الحديثة تعرض لضربات صاروخية أحدثت دماراً واسعاً في المئذنة والساحة والحرم، مشيراً إلى أن دائرة الآثار والمتاحف تعمل بالتعاون مع مديرية الأوقاف وجمعية عطاء على إعادة ترميمه وتأهيله للحفاظ عليه كصرح حضاري ومركز إشعاع تاريخي وإسلامي في المنطقة.
ويندرج هذا المشروع في سياق الحفاظ على التراث السوري، وإحياء الهوية الثقافية والتاريخية لمعرة النعمان، المدينة التي لطالما شكل مسجدها الكبير رمزاً لعراقتها وامتدادها الحضاري عبر العصور.