قد يبدو الشخص البالغ من العمر 45 سنة ويعيش في بابوا غينيا الجديدة كأنه في سن شخص يبلغ 76 سنة في فرنسا وسنغافورة، مع الأخذ في الاعتبار أن متوسط عمر الشيخوخة حول العالم يبلغ 65 سنة.
هذه النتيجة توصلت إليها دراسة شاملة أجراها فريق علماء دولي، ونشرتها دورية "ذا لانست" الطبية.
وحلل الباحثون بيانات صحية لأشخاص من 195 دولة، وخلصوا إلى أننا في المتوسط نستشعر العديد من بواعث القلق المرتبطة بالعمر عند سن الخامسة والستين في المتوسط.
وتوصل الباحثون إلى أن مشاكل صحية كفقدان السمع، والنوبات القلبية، وانتكاسات الأعصاب، يمكن أن تصيب الإنسان في أعمار متفاوتة وفقا للمكان الذي يعيش فيه، وأن الفارق بين مَن يشيخون بشكل طبيعي، ومَن يشيخون مبكرا قد يصل إلى نحو ثلاثة عقود أو يزيد.
وتنظر الدراسة إلى الشيخوخة من زاوية مستوى الصحة واللياقة البدنية- وليس طول العمر- مع التركيز على العبء المتزايد للأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر وتأثيرها على الأشخاص.
ووفقا لهذه الدراسة، تحتل اليابان وسويسرا، بين الدول ذات أفضل أداء فيما يتعلق بمتوسط الأعمار، المرتبة الأولي، ويبلغ متوسط العمر فيهما 76.1 سنة، وفي فرنسا وسنغافورة 76 سنة، وفي الكويت 75.3 سنة، وكوريا الجنوبية وإسبانيا 75.1 سنة، وإيطاليا 74.8 سنة، بورتوريكو 74.6 سنة، وبيرو
74.3 سنة. هذا مع الأخذ في الاعتبار أن متوسط العمر العالمي للفرد يبلغ 65 سنة.
تقول آنغيلا واي تشانغ، قائد الفريق البحثي للدراسة: "هذه النتائج المتنوعة تُظهر أن الزيادة في متوسط طول الأعمار في مراحل متقدمة من السن يمكن أن تكون بمثابة فرصة أو تهديد لإجمالي مستوى رفاهية السكان، وذلك على حسب المشكلات الصحية المرتبطة بالتقدم في السن التي يختبرها هؤلاء السكان، بغض النظر عن العمر الزمني".
وحدد الباحثون 92 مرضا، يقود إلى انحدار لا يمكن التصدي له في الصحة الجسدية والنفسية، وأكثر هذه الأمراض انتشارا هي تلك المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية والسرطان.
وعُدّلت الحسابات طبقا لمعايير اجتماعية وديموغرافية في قياس موجز للتنمية في كل دولة.
وتعتمد الدراسة على مؤشرات كمتوسط الدخول ومستوى التعليم، وإجمالي معدل الخصوبة. ولكن بينما تشهد دول نامية ذات مستوى اجتماعي وديموغرافي منخفض متوسطات أعمار أقل، إلا أنها تعاني أيضا آثار الشيخوخة في أعمار مبكرة.
وبين الدول ذات أسوأ أداء فيما يتعلق بمتوسط عمر الفرد، تأتي جزر مارشال في المقدمة، حيث يبلغ متوسط عمر الفرد فيها 51 سنة، وفي أفغانستان 51.6 سنة، وفانواتو 52.2 سنة، وجزر سليمان 53.4 سنة، وجمهورية أفريقيا الوسطى 53.6 سنة، وليسوتو 53.6 سنة، وكيريباتي 54.2 سنة، وغينيا بيساو 54.5 سنة، وميكرونيزيا 55 سنة.
أين تقع دولتك من ذلك؟
وأظهرت الدراسة أن الأمراض المتعلقة بالعمر تشكل أكثر من نصف المشكلات الصحية التي يعانيها البالغون حول العالم.
وأضافت تشانغ: "المشكلات الصحية المتعلقة بالعمر يمكن أن تقود إلى التقاعد المبكر، ونقص قوة العمل، وتضخم الإنفاق على الصحة. ويحتاج قادة الحكومات وغيرهم من المعنيين في قطاعات الصحة أن يفكروا متى يبدأ الناس في المعاناة السلبية جراء التقدم في العمر".
ويحول العلماء الآن اهتمامهم إلى الكشف عن العوامل التي بإمكانها تأجيل ظهور أعراض الشيخوخة على البشر.
وهذه العوامل يمكن أن تتمثل في عدد من الأشياء، بداية من النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، إلى تحسين تنظيم قطاع الرعاية الصحية.
ويمكن للتعامل مع هذه الأمور أن يكون حاسما في مجابهة تحديات التعامل مع شيخوخة السكان.