يعد هرمون أوكسيتوسين هو االمسؤول عن الشعور بالحب، ويُعتقد أنه يلعب دورا مهما في أشياء مثل القبول والترابط الاجتماعي، وبناء الثقة بين الناس. وهو الهرمون الذي يجعل العلاقة بين الأم وطفلها قوية جداً، وبهذا يُعرف بأنه هرمون "الحب".
كما عُرف أيضاً أنه يكون مسؤولا عن الاستجابة للتزاوج المبكر لدى الذكور في العديد من الكائنات الحية، وكان الأمر مثيرا للدهشة في بعض الحالات.
1: الكلاب تفرز كمية كبيرة من هرمون الحب
تفرز الكلاب هرمون الأوكسيتوسين عندما تكون مع أصحابها ورعاتها من البشر، وتنتج كمية كبيرة منه في كل مرة تتواصل فيها بالعين مع أصحابها.
وعندما تصل كمية كبيرة من هذا الهرمون إلى دماغ الكلاب، فإنها تكون أكثر قدرة على تنفيذ التعليمات التي تصدر عن أصحابها. وكلما طالت مدة النظر أو التحديق بالعين بين الكلب وصاحبه، زادت مستويات الأوكسيتوسين التي يطلقها الجسم.
وتبلغ مستويات الأوكسيتوسين لدى الكلاب خمسة أضعاف مستوياتها عند القطط.
2: ذكور القردة يزيد وزنها تعاطفاً مع الإناث
تعيش قرود المرموسيت وقرود الطمارين في وسط وجنوب أمريكا في تجمعات عائلية. وعندما تصبح الأنثى حاملاً، يزيد وزن ذكرها تعاطفا معها بسبب زيادة وزنها خلال فترة الحمل.
وخلال هذه الفترة، تكون لدى الذكور هرمونات مختلفة - أوكسيتوسين، وإستروجين، وبرولاكتين، الذي يرتبط بالرضاعة - وهو الأمر الذي يجعل الذكر أكثر قدرة على القيام بوظائف الأنثى بمجرد ميلاد الرضيع.
3: هرمون الحب يجعل قرود الميركاتس أكثر كرما وإيثارا
تتميز قرود الميركاتس بالإيثار وتعتبر مثالاً رائعا للكائنات الاجتماعية المتعاونة، فهي تعيش في مجموعات تتكون كل منها من حوالي 50 قردا، وتساعد بعضها البعض في حفر وحراسة الجحور، كما تُطعم وتُعلم صغار الآخرين في المجموعة. لكن هناك طريقة تجعلها أكثر تعاوناً.
وعمل أستاذان بجامعة كامبريدج في دراسة عن قرود الميركاتس بعد أن قسمت إلى أربع مجموعات مختلفة، وذلك في حوض نهر كورومان بجنوب أفريقيا لمعرفة أثر هرمون أوكسيتوسين عليها.
ولاحظ الأستاذان أن القرود التي حقنت بهرمون الحب قضت وقتاً أطول في حراسة وحفر الجحور وكانت أقل عدائيةً، كما قضت وقتاً أطول مع الصغار وقدمت لهم قدرا أكبر من الطعام.
وجاء كل ذلك على حساب حاجتها الشخصية، إذ قضت الميركاتس المحقونة بذلك الهرمون وقتاً أقل في البحث عن طعام لنفسها، وبالتالي تناولت كميات أقل من الطعام.
4: بعض الخنافس تعتني بحديثي الولادة
تعد الخنفساء الدافنة مثالا نادرا للحشرات التي تظهر رعاية واهتماماً بصغارها، إذ يبقى كل من الأنثى والذكر خلف صغارهما ويعتنيان بهم. وعندما تصبح الأنثى حاملاً، تترك الخنافس لليرقات فأرا ميتا على بُعد مسافة مُعينة ثم تبني عشها، حتى يتمكن الصغار من الزحف إلى الطعام.
ويطلب الصغار الطعام عندما يشعرون بالجوع، وهو أمر غير معتاد عند الحشرات، وذلك عن طريق تنبيه الآبوين بأرجلهم الصغيرة، ومن ثم يتقيأ الوالدان الطعام المهضوم لهم لتناوله.
5: يدفع فئران الحقل للتزاوج مع أكثر من أنثى
تتميز فئران البراري بأنها تكتفي بأنثى واحدة، وغالباً ما يُظهر الذكور منها عناية بشركائهم. وفي المقابل، تتسم فئران الحقول بأنها تتزاوج مع أكثر من أنثى، كما تبدي القليل من العناية بالأسرة، ويندر أن تعمل على حماية شركائها.
وتلقي المقارنة بين هذين النوعين من المخلوقات الضوء على السبب وراء هذا السلوك المختلف. ففي حالة فئران البراري، هناك مستقبلات أكثر لهرمون الفازوبريسين (المضاد لإدرار البول والذي يؤدي لرفع ضغط الدم) في دماغها أكثر مما هو موجود لدى فئران الحقول، وهذا الهرمون مرتبط بهرمون الحب "أوكسيتوسين".
ويُعتقد أن هذه الاختلافات في جزء من الشفرة الوراثية هي التي تحدد ما إذا كان الذكور من البشر هم بطبيعتهم من الأزواج الملتزمين تجاه أسرهم وزوجاتهم أم لا.
6: تقليل ضغط الدم عند الجرذان التي تحصل على الحنان أثناء الرضاعة
في دراسات أجريت على الجرذان الرضيعة، تبين أن تلك التي تتلقى الدفء والحنان أثناء الرضاعة تكون مستويات ضغط الدم لديها أقل من الجرذان الصغيرة التي لم تحصل على الحنان من والديها.
وتوصل باحثون إلى أن لهرمون أوكسيتوسين أثر في خفض ضغط الدم، ليس فقط لدى الجرذان، لكن أيضاً لدى البشر. لهذا فنحن لسنا وحدنا من يستفيد من تناول الطعام بشكل يبعث على الراحة والطمأنينة.