يعتمد هذا الاختبار الحديث على تقنية "الخزعة السائلة"، والتي تقوم بتحليل عينة دم بسيطة لرصد مؤشرات السرطان، بدلاً من أخذ عينات نسيجية كما هو الحال في الطرق التقليدية. غير أن هذه الطريقة تواجه تحديات في المراحل المبكرة من المرض، بسبب انخفاض كمية الحمض النووي الصادر عن الخلايا السرطانية في مجرى الدم.
ولتجاوز هذه العقبة، استخدم الفريق بقيادة الدكتور تشوان هي الحمض النووي الريبي (RNA) بدلاً من الحمض النووي (DNA)، لقدرته على عكس التغيرات الجينية النشطة المرتبطة بالسرطان في مراحله المبكرة.
وأظهرت التجارب التي أُجريت على عينات دم من مرضى سرطان القولون والمستقيم أن الاختبار يتمتع بدقة كبيرة حتى في المراحل الأولية من المرض، وهي ميزة تفتقر إليها الكثير من الفحوصات التجارية الحالية.
الابتكار في هذا الاختبار لا يقتصر على تحليل الحمض النووي الريبي من الخلايا السرطانية فقط، بل يشمل أيضاً دراسة RNA الميكروبات المعوية، التي يتغير نشاطها في وجود الورم. كما يتم تحليل التعديلات الكيميائية على RNA، والتي تعتبر مؤشرات ثابتة وموثوقة للنشاط الجيني، مما يساهم في زيادة دقة الكشف.
وتأتي أهمية هذا التطور في ظل محدودية الاختبارات الحالية المعتمدة على تحليل الحمض النووي في البراز، والتي تُظهر دقة تقل عن 50% في المراحل المبكرة من السرطان.
يفتح هذا الاختبار آفاقاً جديدة لتقنيات تشخيصية دقيقة وغير جراحية، تُسهم في تحسين فرص الاكتشاف المبكر والعلاج الناجح لسرطان القولون والمستقيم، وتقليل الحاجة للإجراءات الطبية المعقدة والمؤلمة.