وبحسب التقرير الصادر عن مجلة "فوربس" الأميركية فإن النساء في الدول السبع أعطت للعالم أجمع مثالاً حقيقياً عن قيادة بلادها في الأزمات وأظهرن قدرة جيدة بكيفية إدارة الفوضى في الكرة الأرضية.
وأوضح التقرير أن هذه البلاد التي يعتبرها البعض صغيرة أو مجرد جزر، أظهرت من خلال هذا الوباء أن المرأة لديها ما يلزم عندما ترتفع مؤشرات الأزمة في الدول، عبر إيجاد طريقة بديلة وجذابة لممارسة السلطة بشكلها الصحيح.
وأشار إلى أن العالم تعلّم من هؤلاء النساء العديد من الحالات الإيجابية ليكن قدوة لبقية المجتمعات حول العالم من خلال عدة نقاط أبرزها:
أولاً: الحقيقة
أخبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مواطنيها أن مشكلة كورونا جدية، ويمكن أن تصيب نحو 70% من السكان الألمان الذين استجابوا لما قالته.
ومنذ اللحظات الأولى لانتشار فيروس كورونا، تجاوزت ألمانيا مباشرة مراحل الأزمة، ليكون عدد الإصابات أقل بكثير من جيرانها الأوروبيين، وتعتبر إيطاليا وإسبانيا خير دليل على ذلك، بعد ارتفاع حالات الوفيات والإصابات لدى كل منهما بسبب الفيروس.
ثانياً: الحسم
وأظهرت رئيسة تايوان الصينية، تساي إنج وين، تحركات سريعة وأولية لمكافحة انتشار كورونا خلال يناير (كانون الثاني) 2020، وجاءت أولى الخطوات بإجراء 124 إجراء لمنع الانتشار، دون اللجوء إلى عمليات إغلاق الحدود وغيرها، التي باتت شائعة في مكان آخر، وترسل رئيسة تايوان حالياً 10 ملايين قناع وجه إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
ووصف تقرير لشبكة "CNN" الأميركية، إدارة إنج وين لأزمة كورونا بأنها من بين "أفضل الاستجابات في العالم"، للسيطرة على الوباء والدليل على ذلك هو وجود 6 وفيات فيها فقط.
بدورها، حسمت رئيسة نيوزيلندا الواقعة في قارة أوقيانوسيا، جاسيندا أرديرن، الموقف مبكراً عبر وضع بلادها تحت أقصى مستوى من التنبيه والاستعداد لمكافحة كوفيد 19.
وفرضت أرديرن عزلة ذاتية على الأشخاص الذين يدخلون نيوزيلندا، عندما كان هناك 6 حالات فقط في البلد، ومنعت الأجانب بالكامل من الدخول إلى الأراضي النيوزيلندية بعد فترة قصيرة، وحتى نهاية أبريل (نيسان) سجّلت نيوزيلندا 4 وفيات فقط، وهو ما أوضح مسألة الحسم لديها.
ثالثاً: التكنولوجيا
وقدمت دولة أيسلندا الأوروبية، تحت قيادة رئيسة الوزراء كاترين جاكوبسوتير، اختباراً مجانياً للفيروسات التاجية لجميع مواطنيها.
وفحصت إيسلندا جميع سكانها بشكل كامل، وبالفعل قامت الدولة الأوروبية الصغيرة بفحص خمسة أضعاف عدد الأشخاص الذين فحصتهم كوريا الجنوبية على سبيل المثال.
وأنشأت إيسلندا أيضاً نظام تتبع دقيق، وهذا يعني أنهم لم يضطروا إلى إغلاق كامل، أو إغلاق للمدارس كما فعلت معظم البلدان في العالم أجمع.
ودعت سانا مارين أصغر رئيس دولة في العالم عندما تم انتخابها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في فنلندا، الشخصيات المؤثرة في بلادها على وسائل التواصل من أي عمر كانوا، لنشر المعلومات القائمة على الحقائق حول إدارة وباء كورونا، وذلك انطلاقاً من فكرة أن ليس كل الأشخاص يقرؤون الصحف.
رابعاً: الحب
واعتمدت رئيسة وزراء النرويج، إرنا سولبرج، على فكرة مبتكرة لاستخدام التلفزيون للتحدث مباشرة مع أطفال بلادها، لتخبرهم عن أزمة كورونا عبر مؤتمر صحفي قصير مدته 3 دقائق فقط.
ولم تسمح سولبرج للبالغين بالحضور في مؤتمرها، وردت على أسئلة الأطفال من جميع أنحاء البلاد، واستغرقت وقتاً لتوضيح سبب الشعور بالخوف من وباء كورونا.
ووصِف التعاطف والاهتمام اللذان نقلتهما جميع تلك القائدات، بأن الأمر يبدو وكأن أذرعتهن تخرج من مقاطع الفيديو الخاصة بهن لاحتضان مواطنيهم.
وأشارت الدراسات مؤخراً، إلى أن أساليب القيادة النسائية في مختلف دول العالم قد تكون مختلفة ومفيدة، وهو ما سيقود المجتمعات المختلفة إلى غدٍ أفضل على كافة المستويات.