أعاد علماء الطب الشرعي فحص الهيكل العظمي لأمير ألماني مات منذ 3846 عاما، ليعثروا على علامات تفيد باغتياله، حيث وجد الفريق البحثي إصابات في عظام أمير هيلمسدورف، تتفق مع هجوم محتمل من قبل ما أسموه بـ”محارب متمرس”.
وقال مجموعة علماء الآثار، إن النتائج الأولية تشير إلى “
أقدم اغتيال سياسي في التاريخ”، وخلص الفاحصون إلى أنه طُعن على الأرجح بخنجر، 3 مرات في العمود الفقري والمعدة، وغالبا كان على الأرض وقتها أو مسنودا على جدار.
وكانت عائلة أمير هيلمسدورف، من آل فتين، وهم سلالة كونتات ودوقات ألمانيين، حكموا المنطقة التي تمثل اليوم ساكسونيا وتورينغن، لأكثر من 800 سنة، وهي واحدة من
أقدم سلالات في أوروبا، حكمت الأراضي خلال فترة العصر الحديدي في شرق ألمانيا.
وقال البروفيسور هارالد مييلر، الباحث الرئيسي، إنه سيتم نشر النتائج البحثية على نحو أكثر استفاضة في النصف الأول من العام المقبل، متابعا: “إلى الآن ما نراه يؤكد أننا اكتشفنا
أقدم جريمة قتل تخص الأمراء، ويمكن إثباتها في تاريخ العالم”.
كان علماء الأنثروبولوجيا، بحثوا عظام الأمير في عام 2012 وظهرت علامات الإصابة لكنهم لم يكونوا قادرين على تحديدها، والعثور على أدلة واضحة عليها، لعدم وجود التقنيات الحديثة والتكنولوجية المتاحة هذه الأيام.
لكن الآن تمكن العلماء من التحقق من 3 إصابات واضحة في العظام، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الإصابات لكن بلا شك فالـ 3 الحاليين هم القاتلين وسبب الوفاة المؤكد.
وقال “ميللر”: “سلاح الجريمة ربما كان خنجرا، بنصل يبلغ طوله عل الأقل 15 سنتيمترا، ويحب أن يكون شخص موثوق به من الأمير الحاكم، وربما قريب له، صديق أو الحارس الشخصي، ويبدو جليا أن الحاكم أُخذ على حين غرة وفوجئ بالهجوم، وربما وقع ضحية مؤامرة مثل يوليوس قيصر في روما القديمة”.
وتابع: “على الأرجح طُعن من قِبل محارب قوي ومتمرس، دفع بخنجره إلى بطن الأمير وإلى عموده الفقري، وتظهر لنا تلك المعلومات من جرح بعمق 6 ملليمترات في 3 ملليمترات في الفقرة الصدرية الحادية عشرة”، مضيفا: “تشير شدة الإصابة إلى أن الأمير طُعن بينما كان واقفا مسندا ظهره إلى جدار، أو ربما أثناء الاستلقاء على الأرض”.
الطعنة الأولى أدت إلى إصابة الشرايين وقطعها، وهي ما أدت إلى الوفاة الحتمية، ولو كان اكتفى بها القاتل لأدت غرضه، لكنه أكمل بضربتين آخرتين، الثانية، جاءت من فوق وخلف الترقوة، وأدت إلى إصابة خطيرة في الأوردة وأجزاء من الرئتين.