يواجه الأشخاص ذوي ال
إعاقة صعوبات كثيرة في التعامل مع الوسط المحيط لكن هذه الصعوبات تزول وتتحول إلى مساحة كبيرة من الابتكار إذا كان من يعلمهم يمتلك القدر الكافي من العلم والحب.
مدرسة لغة الإشارة
ماري البدين أحد هذه النماذج العلمية والإنسانية والوطنية كرست جل وقتها لخدمة ذوي ال
إعاقة البصرية والجسدية والسمعية ليتغلبوا على ظروفهم ويرسموا مستقبلهم بايديهم.
ماري موجهة تربوية لمادة علم الأحياء ومدرسة لغة الإشارة تعمل منذ أكثر من 38 عاما متطوعة لتقديم خدماتها للمعوقين أوضحت في حديث لـ سانا أنه خلال سنوات الحرب وما تسببت به من إصابات كرست وقتها وجهدها لمساعدة الأشخاص ذوي ال
إعاقة في التكيف مع الوسط الجديد من خلال تأهيلهم وتهيئتهم لتقبل وضعهم مبينة أن غالبية الحالات حولت محنتها إلى قوة فاعلة ومؤثرة في الآخرين.
وتروي بدين التي تمارس عملها في معاهد وزارة التربية ومدارس أبناء وبنات الشهداء والمتفوقين وذوي ال
إعاقة بشكل تطوعي أن السبب الأساسي وراء هذا العمل يعود لوالدها الذي أصر على تعليمها لغة الإشارة من خلال مدرسين مختصين وذلك لتأثره بقصة إرث كان شاهد عيان عليها لطفلة من ذوي الإعاقة أجبرت على بيع املاكها لأشقائها.
وقالت البدين: “أنا أنفذ وصية والدي أن أبقى على تواصل مع دور الأيتام وأبناء الشهداء ومعاهد التربية الخاصة لتقديم خبرتي وكل ما أستطيع مساعدتهم به”.
ورغم إصابتها بمرض السرطان لم تفقد ماري حيويتها وإرادتها القوية ولا تزال تقاوم المرض بإصرار وتقدم المساعدة للآخرين الأمر الذي يمنح وجودها قيمة إضافية معربة عن سعادتها وشعورها بالرضا لدورها في المجتمع ما يجعلها أكثر إصرارا لتجاوز الصعاب والاستمرار وتقديم المزيد.
تواظب ماري على الحضور في مركز المعوقين وتتقصد التواجد قبل بدء الامتحان لتحضير المواد المكتوبة وتحويلها إلى لغة الإشارة لمساعدة الطلاب الذين استطاعت أن تبني معهم علاقة مودة وصداقة مجمعين على محبتها ودورها في تنمية قدراتهم وتوجيههم من خلال تقديم النصائح والإرشادات اللازمة لبناء حياتهم ومستقبلهم.
هكذا تقدم ماري نموذجا للمراة السورية المعطاءة القادرة على تحويل الإمكانيات إلى طاقات خلاقة فاعلة في المجتمع.