ونقل الهلال لأعضاء المجلس المركزي للاتحاد العام لنقابات العمال ومن خلالهم لجميع أبناء الطبقة العاملة تحية ومحبة الأمين العام للحزب الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن احتفال عمال سورية هو احتفال مزدوج لأنهم واجهوا زلزالين الأول المجموعات الإرهابية والثاني الزلزال الطبيعي في بداية هذا العام، حيث حموا معاملهم ومؤسساتهم بصدورهم ودمائهم من الزلزال الأول وقدموا التضحيات لإزالة آثار الزلزال الثاني.
وجدد الأمين العام المساعد للحزب إيمان جميع كوادر حزب البعث ومعهم أبناء الشعب العربي السوري بحتمية الانتصار، هذا الإيمان الذي كان راسخاً منذ اللحظة الأولى لهذه المؤامرة، والمعتمد أولاً على الإيمان بالله الحق في نصر أصحاب الحق، وبالشعب والجيش والقائد، وعلى هذه الروح التلاحمية بين كل هذه المكونات الجوهرية، التي صاغت مستقبل متجدد لسورية.
ونوه الهلال بضرورة متابعة كل ما يطرحه العمال من قضايا مطلبية، لأنها تصب في مصلحة الشريحة الأوسع، ومن خلالها في مصلحة الوطن، لكن من دون أن نسقط من حساباتنا ما جرى في سورية من تدمير وتخريب ونهب للثروات.
ودعا الأمين العام المساعد إلى ضرورة التفريق بين ما تقدمه الدولة ويتم استثماره ويوظف بالشكل الصحيح، وبين ما لا يوظف في مكانه، وهذا ما يجب أن نتوقف عنده دائماً، فالمطلوب أن توزع كل الإمكانيات المتوافرة في البلاد بشكل متساو، ولا يجوز أن تحظى فئة معينة بكل شيء وتحرم أغلبية الناس من الاستفادة من باقي الموارد.
وحول مشكلة العمال الذين تم إنهاء عقودهم في وزارة العدل، طلب الهلال إعداد مذكرة تفصيلية من الاتحاد العام، واعداً بمتابعة معالجتها مع الحكومة بما يحقق المصلحة العامة ومصلحة هؤلاء العمال.
ورفض الأمين العام المساعد عدم تنفيذ أي مرسوم تشريعي يصدر لأنه واجب التطبيق من تاريخ صدوره، وقصد بذلك مرسوم تطبيق التعويضات على الراتب الحالي، حيث ما زال عمال مصفاة النفط في حمص يتقاضون طبيعة العمل على راتب عام 1974.
ونفى الهلال أن تكون قيادة الحزب تدافع عن الحكومة رغم أنها حكومة الحزب، لكنها تدافع عن كينونة الدولة بكل ما يعنيه ذلك من التزام وطني، ووصف الأمين العام المساعد أي مسؤول فاسد بأنه لا يقل إجراماً عن المجموعات الإرهابية التي تدمر وتعيث فساداً في البلاد. وتساءل الهلال: هل مؤسسات الدولة قادرة اليوم على الأداء بشكل أفضل؟ وأجاب بنعم، لكن ذلك يعتمد على إرادة جميع أفراد هذه المؤسسات ومنهم الطبقة العاملة، وهذا ما يجب العمل عليه في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن هناك بعض الإدارات الفاسدة التي كانت تعتمد التخريب في خطوط الإنتاج أو مفاصل العمل لتحقق بعض المكاسب الشخصية الدنيئة.
وحذر الأمين العام المساعد من تفكيك التعاضد الاجتماعي بين مختلف الشرائح الاجتماعية، وأكد وقوف الحزب ضد أي محاولة يمكن أن تؤدي إلى ذلك، لأن صمود هذا المجتمع وتكاتفه ومحبته لبعضه بعضاً هو العنصر الأساسي في انتصار سورية.
وجدد الهلال تأكيده أنه لولا صمود هذا الشعب والجيش والقائد ودماء الشهداء لما انتصرت سورية، لأن ما كان مخططاً لبلادنا هو تقسيمها ومحوها من الخريطة كدولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة.
وعن إمكانية وجود انفراجات اقتصادية بعد التقارب العربي مع سورية، أمل الهلال ذلك وهناك مقدمات توحي بهذا التحسن وهو الحضور السوري الوازن أمس وأمس الأول في الاجتماعات الاقتصادية العربية في السعودية.
رئيس المكتب الاقتصادي المركزي عمار سباعي أكد وجود معاناة حقيقية لدى العمال وخاصة في نتائج المسابقة المركزية، وتسريح عدد من عمال العقود بعد سنوات من الخدمة، ووعد بإعادة النظر في كل ذلك، داعياً إلى زيادة الإنتاج لأنه السبيل الوحيد لتحسين الحياة المعيشية لأبناء شعبنا.
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أشار إلى أن الأرقام التي تعلن عنها الحكومة للدعم المقدم في الموازنة لا تعبر عن الرقم الحقيقي الذي يتم من خلاله الدعم، وطالب بضرورة الانتقال من الدعم المعمم إلى الدعم المخصص، وبين أن هناك 70 ألف عامل ينتظرون التثبيت منذ أكثر من 15 سنة، إضافة إلى 8000 عامل بعقود مؤقتة ينتظرون تحويلها إلى عقود سنوية، وجميع هؤلاء يقومون بأعمال ضرورية ومهمة في المرافق والمؤسسات العامة. وأشار رئيس الاتحاد العام إلى غياب الخطط الإستراتيجية للحكومة، رافضاً القبول بالاستسلام للواقع.