وعمل فريق من الخبراء في كلية لندن الجامعية على جعل الأدوية أكثر قبولاً، سيّما بالنسبة للأطفال، وبسرعة لم يسبق لها مثيل، بواسطة الذكاء الاصطناعي.
واستخدمت البيانات التي يتم جمعها بواسطة “اللسان الإلكتروني” لإنشاء نموذج الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطعم.
ويقوم النموذج الجديد بتقسيم الدواء إلى سلسلة من الوصفات الكيميائية التي تحدد المذاق ويتم تدريبه على رسم خريطة للتنبؤ بمستويات المرارة.
ويعد سوء الطعم من أهم العوائق التي تَحول دون تناول الأطفال للأدوية، مثل مضادات الفيروسات القهقرية لفيروس نقص المناعة البشرية والمضادات الحيوية لمرض السل.
ويمكن أن ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى فشل العلاج وحدوث مضاعفات، فضلاً عن زيادة مقاومة مضادات الميكروبات “AMR”.
تشمل صفات التذوق الأخرى التي يمكن اكتشافها المالح والحلو والحامض والمرارة وغيرها، وتعد المرارة محور التركيز الرئيسي لأنها من المذاقات التي تجعل من غير المرجح أن يلتزم المرضى بأدويتهم.
وسيعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع عملية تطوير الدواء من خلال تخطي الحاجة إلى إجراء تجارب بشرية للتذوق في المراحل الأولى من تطوير العقار. وفي نهاية المطاف، من المأمول ألا يحتاج الذكاء الاصطناعي حتى إلى “اللسان الإلكتروني”.
وسيكون نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يجري تطويره بمثابة أداة مفتوحة الوصول، مما يعني أن تطوير الأدوية في جميع أنحاء العالم يمكن أن يستفيد من البيانات المتعلقة بمدى استساغة الأدوية شائعة الاستخدام.
وبالنسبة للكثير من الأدوية طويلة الأمد، بما في ذلك أدوية فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض السكري، يعد المذاق أحد أهم العوامل في مدى احتمالية التزام الأشخاص بالنظام الموصوف لهم، وهو أمر مهم بشكل خاص للفئات الضعيفة، بما في ذلك كبار السن والصغار.
كما يُعد الالتزام بالعلاج بالمضادات الحيوية أمراً مهماً بشكل خاص نظراً لخطر مقاومة مضادات الميكروبات إذا لم يتم تناول دورة علاج كاملة.
يذكر أنّ دراسات عدة تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحديد استخدامات جديدة للأدوية الموجودة.