الاجهاد الحراري بمواجهة الاقتصاد .. مخاوف وتأثيرات

الإثنين 24 يونيو 2024 - 11:33 بتوقيت غرينتش
الاجهاد الحراري بمواجهة الاقتصاد .. مخاوف وتأثيرات

كثر الحديث والجدال مؤخراً عن مسببات الأجواء الحارة، لتأتي دراسة الخبراء في وقت سابق موضحة خسائر الولايات المتحدة التي وصلت قرابة 100 مليار دولار سنوياً، في محاولة لإلقاء الضوء على التأثير الاقتصادي الكبير لارتفاع درجات الحرارة، ومن ثم التحذير وفق التقرير الصادر عن المجلس الأطلسي للدراسات، من تضاعفها بحلول عام 2030 بسبب موجات الحر الناجمة عن تغير المناخ.

تراجع الانتاجية

ترتبط إنتاجية العمال وتتأثر بارتفاع الحرارة، حسب تصريح مديرة الصحة العامة في مركز التقدم الصحي ، التي وضحت أنه حتى التعرض المحدود لدرجات الحرارة المرتفعة، يمكن أن يبطئ الوظيفة الإدراكية، مما يجعل التنقلات غير مريحة على نحو متصاعد والعمل في الهواء الطلق أكثر خطورة.

وبين عامي 1992 و2017، أدى الإجهاد الحراري إلى مقتل أكثر من 800 عامل وإصابة أكثر من 70 ألفا في أميركا، وفقا لأرقام صادرة عن مكتب إحصاءات العمل.

الأكثر تأثراً

العمال في الهواء الطلق في صناعات، مثل البناء والتعدين والزراعة، هم الأكثر تعرضاً لهذه المخاطر، وفق التقرير، الذي أشار إلى وجود خمس ولايات فقط، تفرض الراحة والظل والحصول على المياه للعمال، في حين تعمل إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) على تطوير معايير جديدة لمعالجة مخاطر الحرارة، ومن المتوقع تنفيذها الصيف المقبل عندما تتجاوز درجات الحرارة 26 درجة.

بالمقابل، هناك دول مثل "الصين" تلزم أصحاب العمل بتدريب العمال على الأمراض المرتبطة بالحرارة، وتوفير مناطق الراحة، وتعديل ساعات العمل على أساس درجة الحرارة، من خلال لوائح صارمة ، والهدف من كل ذلك  تخفيف تأثير الحرارة على الإنتاجية وسلامة العمال.

على المدى الطويل

إلا أنه وبحلول عام 2200، ستؤدي خسائر العمالة الناجمة عن الحرارة إلى خفض مخزون رأس المال في الولايات المتحدة بنسبة 5.4% والاستهلاك بنسبة 1.8%.، حسب تقديرات مجلس الاحتياطي الفدرالي، كما سيواجه العمال ذوو الياقات البيضاء، على الرغم من أنهم أقل تأثراً بشكل مباشر، انخفاضاً في الأداء المعرفي بسبب الحرارة، كما أوضح عالم الأعصاب "كلايتون بيج ألديرن"، مشيراً إلى أن عملية تبريد الدماغ في أثناء درجات الحرارة المرتفعة تستنزف الطاقة اللازمة لوظائف حيوية أخرى معقدة.

البنية التحتية أيضاً ضمن المخاطر، مما يؤثر على خطوط السكك الحديدية ومدارج المطارات والطرق.

إجراء مسبق

تحركت الشركات للمعالجة بشكل استباقي المشكلات المتعلقة بالحرارة. ويشير منصور سومرو، من كلية إدارة الأعمال بجامعة تيسايد، إلى أن الشركات تعمل على زيادة وعي الموظفين وتعزيز تدابير مثل “محطات الترطيب” وتقييم المخاطر للموظفين الضعفاء.

وتمثل الحرارة الشديدة تحديا متعدد الأوجه، مما يؤثر على الإنتاجية والبنية التحتية وسلامة العمال. ومع تسبب تغير المناخ في حدوث موجات حارة أكثر شدة، ستصبح هذه القضايا حرجة على نحو متزايد مستقبلا.

المصدر: صحيفة تشرين

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019