عبر 76 مركزاً.. سورية الأولى عربياً بعدد الأشخاص الذين يمارسون "اليوغا"

الأربعاء 13 نوفمبر 2024 - 11:49 بتوقيت غرينتش
عبر 76 مركزاً.. سورية الأولى عربياً بعدد الأشخاص الذين يمارسون "اليوغا"

في حالة سكون تام، يتربعن على العشب واضعين أيديهن على أرجلهن بحالة يبدو من خلالها المشهد كأنهن تماثيل لفتيات وسيدات.

حالة مثلت علاجاً للضغط النفسي والشد العصبي لدى هذه الفئة، التي تمارس رياضة "اليوغا" بوصفها تلامس الروح والعقل بآن معاً وفق ما شرحت عنه المدربة مديحة صالح عن هذه الرياضة، التي يعود أصلها إلى الهند منذ 5000 سنة، ولا يتم فيها استخدام أي أجهزة رياضية.

هي وسيلة ممتعة ورائعة للعمل على تحسين قوة الجسم ومرونته في الوقت ذاته، إضافة إلى التخلص من التوتر، كما أنها سهلة التنفيذ وبإمكان الجميع ممارستها، وتناسب جميع الأعمار، نافية الصبغة الدينية لهذه الرياضة كما يظن البعض، حيث أنها لا تمت بأي صلة للدين أو لأي عقيدة ولا توجد أي قوانين تقيدها.

فوائد عصبية

تعمل بعض أنواع "اليوغا" على استرخاء الجسم، والبعض الآخر على زيادة التركيز، أو رفع القدرات الحركية للعضلات، كما أن جميع أنواع هذه الرياضة يساهم في تنظيم معدل التنفس لدى الشخص الممارس لها، بالإضافة إلى دعم صحته العامة.

وفي مجمل حديثها، عددت المدربة صالح أهم فوائدها القائمة على تقنيات الاسترخاء في "اليوغا"، التي تخفف من الألم المزمن، مثل: آلام أسفل الظهر والآلام التي تنتج عن التهاب المفاصل وألم الصداع. وتساعد في الحفاظ على صحة القلب، كما تساهم في تنشيط الدورة الدموية وتخفيض ضغط الدم والحفاظ على تمثيل غذائي متوازن.

كما تساعد "اليوغا" على حرق الدهون وتخفيف الوزن وتسهم في زيادة كفاءة عملية التنفس وتزيد من مرونة أجزاء الجسم مثل: الظهر والأكتاف، وفي تجديد طاقة الجسم والشعور بالحيوية، وزيادة قوة العضلات وتحسين الأداء الرياضي والحماية من التعرض للإصابات.

يضاف لذلك، السيطرة على الضغط النفسي، الذي يسبب آثاراً مدمرة على الجسم والعقل، والتي من الممكن أن تكشف عن نفسها بطرق عديدة، بما في ذلك ألم الظهر أو الرقبة، ومشكلات النوم، والصداع، وعدم القدرة على التركيز.

حيث إن ممارسة "اليوغا" تساعد على التخلص من القلق والتوتر وتساعد على الاسترخاء، التقليل من الأرق ولا ننسى أنها فعالة جداً في تطوير مهارات التكيف والتوصل إلى نظرة أكثر إيجابية إلى الحياة، وعلى عكس الطرق التقليدية لممارسة التمارين الرياضية، فإن اليوغا تدمج التأمل، والتنفس معاً، وتساعد الشخص على تحسين صحته النفسية.

أنواع اليوغا

إلا أن لهذه الرياضة أنواع مختلفة، تحدث عنها محمد خليل وهو مدرب "يوغا"، منها ما يتعلق بالتنفس، التي عادة ما يتم إجراء وضعيات الجسم المختلفة واحدة تلو الأخرى على شكل حركات سلسة ومتسلسلة، كما يقوم الشخص بحفظ هذا التسلسل، وبالتالي يقوم بأدائها أثناء التأمل، والذي يسمى حينها بالتأمل الحركي، والذي ما يكون أشبه بالرقص.

كما أن هناك "اليوغا" التقليدية المعروفة للجميع ،وهي تتضمن عدداً من وضعيات الجسد التي تزامن النفس مع الحركة، وتكون هذه الحركات بشكل سلس ومتسلسل, عادة ما يتم إجراء هذا النوع من اليوغا دون وجود الموسيقا، وهناك نوع يعتمد على التركيز على انتظام حركات ووضعيات الجسم، وذلك من خلال تنظيم التنفس باستخدام تدريب تنفس معين وهو تمرين يساعد الشخص على التحكم في تنفسه أثناء القيام بتمارين اليوغا بحيث يصبح التنفس متزامناً مع حركات الجسم، ومن خلال الاستعانة بالدعائم مثل المساند، والبطانيات، والأشرطة، والحائط، والكرسي وعادة ما يتم تدريس هذا النمط من اليوغا من دون وجود الموسيقا، وبسرعة بطيئة، وذلك لمساعدة الطالب على أداء وضعيات الجسم بشكل أكثر عمقاً. وأوصى باتخاذ احتياطات الأمان، وتجنب الإصابات، فلا يجب الضغط على النفس وتخطي الحدود، وخصوصاً في مناطق الجسم المعرضة للخطر، والتي تتضمن الركبتين، والوركين، والعمود الفقري، والرقبة.

76 مركزاً وبشكل مجاني

وقد دخلت رياضة "اليوغا" سورية من خلال 76 مركزاً، جميعها تدرب بشكل مجاني، هو ما أكده رئيس اللجنة العليا لليوغا مازن عيسى، حيث أن التدريب تحت إشراف مدربين متخصصين، مبيناً الانتشار الواسع لهذه الرياضة، لممارستها في المجتمع بمختلف شرائحه العمرية من الأطفال وحتى المسنين، ما جعل سورية تنتقل لمرحلة متطورة، وأن تحتل المرتبة الأولى عربياً بعدد الأشخاص الذين يمارسون اليوغا.

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019