التوتر بين الهند وباكستان يبلغ ذروته.. وقصف متبادل بين قوات البلدين

الأربعاء 7 مايو 2025 - 14:36 بتوقيت غرينتش
التوتر بين الهند وباكستان يبلغ ذروته.. وقصف متبادل بين قوات البلدين

بلغ التوتر بين الهند وباكستان ذروته، إذ أعلنت الأولى شن ضربة عسكرية على مواقع عدة داخل الأراضي الباكستانية، فجر اليوم الأربعاء، قالت إنها (المواقع) تضم “بنى تحتية لإرهابيين”، بينما أعلنت اسلام آباد الرد بقصف مواقع داخل الشطر الهندي من كشمير في تصعيد عسكري كبير للنزاع بين البلدين.

جاء هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين في أعقاب هجوم على سياح هندوس في الشطر الهندي من كشمير الشهر الماضي، واتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء الهجوم الذي أودى بحياة 26 شخصاً، وتوعدت، حينها، بالرد، بينما نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم، وقالت إن لديها “معلومات استخباراتية” تشير إلى أن الهند تخطط لهجوم.
وكالة “فرانس برس” نقلت عن الحكومة الهندية قولها في بيان إن قواتها شنّت “ضربات دقيقة” على تسعة مواقع في باكستان تضمّ “بنى تحتية إرهابية”، وذلك بعد أيام من اتّهامها إسلام أباد بتنفيذ هجوم دام في الـ 22 من نيسان الماضي في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه.
وأوضح البيان أنّ “القوات الهندية أطلقت عملية “سندور” التي ضربت خلالها بنى تحتية في باكستان، حيث تمّ تخطيط وإدارة الاعتداءات الإرهابية ضدّ الهند.
من جهته، أعلن المتحدّث باسم الجيش الباكستاني اللفتنانت جنرال أحمد شودري أنّ الضربات الهندية طالت “ثلاث مناطق”، اثنتان منها تقعان في الشطر الباكستاني من كشمير والثالثة تقع في إقليم البنجاب المتاخم للهند، وأعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف لـ”فرانس برس” أنّ القصف الهندي تسبّبت بمقتل عدد من “المدنيين” بينهم طفل.
شودري قال “سنردّ في الزمان والمكان” المناسبين، وبعد وقت قصير، أعلن الجيش الهندي عبر منصة “إكس”، أنّ باكستان قصفت بالمدفعية “قطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري” في الشطر الهندي من كشمير.
وتحدثت الأنباء الواردة من الموقع عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 48 بقصف استهدف الجزء الهندي من كشمير، بينما أفاد مصدر أمني هندي لوكالة “فرانس برس” بأن ثلاث طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي تحطّمت على الأراضي الهندية “لأسباب لم تتّضح في الحال”، وقال تمّ العثور على حطام اثنتين من هذه الطائرات في الشطر الهندي من كشمير، والثالثة في ولاية بنجاب، من دون إعطاء تفاصيل حول مصير الطيارين.
بالمقابل، قتل “26 مدنياً على الأقل” وأصيب 46 بجروح في ضربات الجيش الهندي على مواقع في باكستان وفي تبادل لإطلاق النار بين الجيشين في منطقة كشمير على ما أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني.
الخارجية الباكستانية استدعت القائم بالأعمال الهندي لتسلم احتجاج باكستان “الشديد” على الضربات الهندية “غير المبررة” لمواقع عدة وقالت: تم إبلاغ الجانب الهندي بأن العدوان الصارخ الذي ارتكبته يعد انتهاكا واضحا لسيادة باكستان وفق ما نقلت “رويترز”.
الأمم المتحدة دعت الى وقف التصعيد العسكري بين البلدين، واعتبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش، أنّ “العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية” بين الهند وباكستان، وقال المتحدّث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك في بيان إنّ الأمين العام يبدي “قلقه البالغ” إزاء التصعيد الراهن و”يدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري”.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في أن “يتوقف سريعا جداً” القتال بين الهند وباكستان، وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي “إنه لأمر مؤسف.. آمل فحسب أن يتوقف هذا الأمر سريعا جدا”، كما أعلن البيت الأبيض أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحدّث، امس الثلاثاء، مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف “تهدئة الوضع” العسكري الذي استعر بين بلديهما في أعقاب تبادلهما القصف.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث مع نظيره الباكستاني محمد إسحاق دار هاتفيا التصعيد الأخير بين إسلام أباد ونيودلهي، وفق ما ذكرت مصادر في الخارجية التركية لوكالة انباء “الأناضول”.
بدورها، وزارة الخارجية الصينية، قالت في بيان “ندعو الهند وباكستان إلى إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار والمحافظة على الهدوء وضبط النفس وتجنب اتخاذ تدابير تزيد من تعقيدات الوضع”.
ويعود النزاع بين الجارتين النوويتين إلى الخلاف الذي حصل عام 1947 وبدأ حول كشمير وتقريباً منذ تكوين الهند وباكستان، مع انسحاب بريطانيا من جنوب آسيا عام 1947، وما تبعه من اتفاق لتقسيم شبه القارة الهندية إلى باكستان ذات الغالبية المسلمة، والهند ذات الغالبية الهندوسية، ومنح حكام الولايات الأميرية الحق في الانضمام إلى إحدى الدولتين أو البقاء مستقلين.
وخلال أشهر قليلة من التقسيم، ادعت كل من الدولتين حقّها في الإقليم، فاندلعت المواجهة العسكرية، واضطر الأمير الهندوسي الذي كان يحكم كشمير، والذي رفض في البداية التنازل عن سيادته، الانضمام إلى الهند مقابل ضمانات أمنية، بعد دخول مجموعات باكستانية أجزاءً من إقليمه.
ومنذ ذلك الحين اندلعت عدة مواجهات عسكرية بين الهند وباكستان أبرزها تلك التي وقعت في عام 1947 وانتهت عام 1949، ورغم التوافقات التي توصل اليها الجانبان عبر سلسلة من اللقاءات امتدت لعشرات السنين الا ان النجاح لم يكتب للطرفين بالتوصل الى اتفاق نهائي ينهي النزاع القائم منذ نحو ثمانية عقود.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019