ظهر شات جي بي تي كرفيق دعم عاطفي لبعض الأشخاص ممن يعانون من الوحدة أو مشاكل في تكوين علاقات اجتماعية. تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شهادات صريحة بأنهم أصبحوا يفضلون الحديث إلى "شات جي بي تي" أكثر من أي شخص آخر، لأنه لا يحكم عليهم، ويستمع (أو يرد) باستمرار.
ولم يتوقف شات جي بي تي عن الدعم المعنوي، بل وصل إلى حدّ إنقاذ الأرواح، فقط استطاع "شات جي بي تي" يتخطى الحدود التقنية.. كيف أصبح صديقاً وطنياً ومنقذاً للحياة؟ إنقاذ حياة شاب بعد أن حاول الانتحار بابتلاع مادة سامة. حيث استعان صديقه بالتطبيق الذي قدم إرشادات إسعافية دقيقة، مكنت من نقله للمستشفى وإنقاذه في اللحظات الأخيرة. القصة التي انتشرت على نطاق واسع أظهرت الجانب الإنساني غير المتوقع للتقنية الحديثة.
كما أصبح التطبيق ملاذاً للعديد ممن يعانون الوحدة أو صعوبات في التواصل الاجتماعي. مستخدمون كثر يفضلون الحديث إليه لساعات، يشاركونه أسرارهم ومخاوفهم دون خوف من الحكم عليهم.
يشير علماء الاجتماع إلى أن هذه الظاهرة تعكس أزمة التواصل الإنساني في العصر الرقمي، الحاجة الماسة للدعم النفسي، وتطور مذهل في قدرات الذكاء الاصطناعي العاطفي.
ورغم التحذيرات من الإفراط في الاعتماد على هذه التقنيات، إلا أن النجاح الكبير لـ"شات جي بي تي" في تلبية احتياجات إنسانية عميقة يفتح الباب أمام عصر جديد من العلاقة بين الإنسان والآلة، حيث تصبح الروبوتات شركاء حقيقيين في رحلة الحياة بكل تحدياتها.