وزير الدفاع السوري: سورية ستبني جيشاً بعقيدة عسكرية وطنية لحماية الشعب والأرض

الثلاثاء 27 مايو 2025 - 12:55 بتوقيت غرينتش
وزير الدفاع السوري: سورية ستبني جيشاً بعقيدة عسكرية وطنية لحماية الشعب والأرض

أكد وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة أن سورية ستبني جيشاً بعقيدة عسكرية وطنية لحماية الشعب والأرض، مشيراً إلى أنه لن يسمح لأي أحد بأن يكون خارج سلطة وزارة الدفاع.

وقال اللواء أبو قصرة في لقاء خاص مع قناة الإخبارية السورية: إن صورة الجيش السوري السابق مشوهة عند السوريين بسبب ما قام به من انتهاكات بحق السوريين، وخاصة خلال سنوات الثورة حيث قصف الشعب بالبراميل والمدفعية، وهجر الناس وكانت له صورة وسمعة سيئة لدى كل السوريين، أما اليوم فنسعى في وزارة الدفاع إلى ترميم هذه الفجوة بين القوات المسلحة والشعب السوري، ونركز على إعادة الجيش إلى هدفه الأساسي، حامياً للديار ومدافعاً عن الشعب السوري بكل أطيافه.

وأوضح وزير الدفاع أنه تم الاجتماع خلال الأشهر الماضية مع 130 وحدة عسكرية وفصيلاً، وشرح رؤية وزارة الدفاع والهيكلية التي ستقام عليها، وبأنه بعد دخول الوحدات العسكرية في هذه الهيكلية، ستخضع كل هذه الوحدات للبنية التنظيمية لوزارة الدفاع، مشيراً إلى تحقيق نجاح كبير في هذا الشأن عبر نقل الوحدات العسكرية إلى وزارة الدفاع.

وبين اللواء أبو قصرة أنه تم منح مهلة 10 أيام للفصائل الصغيرة الموجودة في المحافظات لمراجعة وزارة الدفاع، والقيام بعملية إدماجها ضمن الوزارة، وهذه المدة لا تشمل شمال شرق سورية، فهذا الملف له اتفاق مختلف ستمضي به وزارة الدفاع وفق التوجه العام.

وأشار وزير الدفاع إلى وجود فلول للنظام البائد تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي يجب ضبط كل الجهات والوحدات العسكرية تحت سلطة وزارة الدفاع، ولن يسمح لأي أحد بأن يكون خارج ذلك، لافتاً إلى أن الوزارة تتعاون مع وزارة الداخلية وتساندها لمنع أي تعديات أو تجاوزات على الشعب السوري، وعلى أملاك وحقوق السوريين، ومنع فلول النظام أو غيرهم من زعزعة الأمن والاستقرار.

وقال اللواء أبو قصرة: إن الوزارة ستتعاون مستقبلاً مع وزارة الداخلية فيما يخص ضبط السلاح وحصره بيد الدولة، لأن وجود السلاح خارج صفوف الدولة له انعكاسات سلبية على الشعب السوري، وهذا يخلق حالة من الفوضى تؤثر على البلد بشكل كامل، ومن الأولويات ضبط السلاح ضمن سلطة الدولة، فهذا سيوثر إيجاباً على تحقيق الاستقرار في سوريا، ويفتح المجال أو المناخ المناسب للبيئة الاستثمارية ولعودة اللاجئين السوريين.

ولفت اللواء أبو قصرة إلى أنه بعد انتهاء المرحلة الأولى المتمثلة بنقل الوحدات العسكرية إلى وزارة الدفاع، سوف تبدأ المرحلة الثانية التي تتضمن تنظيم القوات المسلحة فيما يخص الرتب والهويات العسكرية، وتفعيل الضباط والعسكريين ضمن وزارة الدفاع، وتدريب القوات المسلحة، وهذه الخطوات ستحقق الكفاءة للقوات المسلحة، وتنقل الناس من الحالة الثورية إلى الحالة المؤسساتية.

وقال وزير الدفاع: نركز في الوزارة على العلوم العسكرية، فالجيوش اليوم تعتمد على التقنية وعلى العلم، ونحن في هيئة التدريب استحدثنا ما يقارب 10 كليات في جميع الاختصاصات، واستقطبنا فيها الخبرات من الضباط المنشقين، لتفعيل هذه الكليات فقوة الجيوش بتنظيمها أولاً، وبخلق الإرادة والعزيمة داخل الجيش، وأيضاً بالعلوم العسكرية التي نزود بها كل العاملين ضمن القوات المسلحة.

وأضاف اللواء أبو قصرة: إن البنية التحتية والمنشآت التعليمية العسكرية لدى النظام البائد كلها متهالكة وتعرضت لدمار وخراب، لذلك نحن نعمل على صيانة هذه المنشآت التعليمية ورفع جاهزيتها حتى تكون جاهزة لاستقبال العاملين في القوات المسلحة، وسيتم تأهيل هذه المنشآت من عدة جوانب الأول هو صيانة القطعات وترميمها كبنية تحتية، والأمر الثاني تعديل المناهج، فالمناهج التعليمية مهمة جداً وهناك مناهج تعليمية كانت موجودة سابقاً يمكن أن نأخذ منها ما يفيد القوات المسلحة، لكن كما يعلم الجميع بأن المعارك في العصر الحديث في تطور، ونحن نعدل هذه المناهج وفق ما تتطلبه المعركة، أما الأمر الثالث فهو استقطاب الكوادر، فهناك ثلاثة معايير أساسية لتفعيل المنشآت التعليمية، هي المناهج مع التعديل بما يتوافق حاجة المرحلة، واستقطاب الكوادر والمقصود الضباط المنشقين، والأمر الثالث هو صيانة القطعات وترميمها كبنية تحتية.

وتابع وزير الدفاع: وجدت لدى أغلب من التقيتهم من الضباط المنشقين الحرص على بناء القوات المسلحة، والوعي في بناء القوات المسلحة بطريقة صحيحة تهدف إلى خدمة البلد، وقمنا بتقسيم الضباط المنشقين إلى قسمين: ضباط منشقون ما زالوا على رأس عملهم مع الوحدات العسكرية في الثورة يقارب عددهم 2200 وهؤلاء تمت مقابلتهم مقابلة خاصة من قبل إدارة شؤون الضباط، وفعّلنا نحو 50 بالمئة منهم، ونعمل على تفعيل المتبقين خلال الشهرين القادمين، أما القسم الثاني فهم الضباط المنشقون لعذر معين انشقوا عن النظام البائد لكن لم يعملوا مع الفصائل لبعض الأسباب التي تخصهم، وبدأنا أيضاً منذ شهر باستقطابهم في وزارة الدفاع، وطلبنا منهم مراجعة شؤون الضباط وسنعمل على تفعيلهم لحاجتنا الكبيرة لهم.

وقال اللواء أبو قصرة: نحن اليوم جيش ناشئ، وبالتالي الرتب العسكرية تحتاج أمرين الأول تسوية وضع ثم قانون، ونحن لن نعطي رتبة عسكرية لأحد إلا في قانون، وقسمنا القيادة العسكرية إلى شريحتين الأولى لضباط منشقين أصبحت قيودهم لدى إدارة شؤون الضباط، ومعروف اختصاصهم وتاريخ ورتبة الانشقاق، وسنشكل لجنة من قبل وزارة الدفاع يكون فيها كبار الضباط وفق برنامج معين لرفع مقترح لترفيع هؤلاء الضباط، وبعدها يتم ترفيعهم وفق قانون معين.

وأضاف وزير الدفاع: الشريحة الثانية هم القادة العسكريون الذين لديهم كفاءة ودور كبير في الثورة السورية، وسنرسل هؤلاء القادة أيضاً إلى الكلية العسكرية، ويجب عليهم أن ينجحوا فيها حتى نعطيهم رتبة ملازم، وبعدها ننقل قيود هؤلاء القادة العسكريين باتجاه اللجنة المكلفة من وزارة الدفاع لإعطائهم رتباً استثنائية وفق ثلاثة معايير، الأول اجتياز الكلية، والثاني هو القدم العسكري الذي قاتل في الثورة عشر سنوات، والأمر الثالث المسمى الوظيفي، ووفق هذه المعايير سيتم ترفيع هؤلاء القادة العسكريين، وبهذه الطريقة تكون خطة وزارة الدفاع لترفيع القادة العسكريين وترفيع الضباط المنشقين وفق القانون الذي تم ذكره.

وأكد وزير الدفاع أن لكل جيش عقيدة عسكرية، وسورية ستبني جيشاً بعقيدة عسكرية وطنية، والهدف الأساسي لهذا الجيش حماية الشعب السوري والجغرافيا السورية، فتنظيم الجيش وقوته ركيزة أساسية في حماية الدولة وحماية الشعب، وأن يكون له دور في القضاء على من تسول له نفسه محاولة زعزعة الأمن والاستقرار وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة، ولن تسمح القوات المسلحة لأي جهة بأن تعبث بحقوق الشعب السوري أو أمن الوطن.

وأوضح اللواء أبو قصرة أن وزارة الدفاع تريد جيشاً تطوعياً، حتى يأتيها الجندي المخلص المتبني لقضية هذا الجيش الوطني المعني بحماية الشعب وسورية، وبالتالي كانت الحالة السابقة عند النظام البائد التجنيد الإجباري، والناس تذهب إلى الجيش ولا يوجد لديها تبنٍّ لهذا الجيش، وخاصة أن سمعة الجيش السابق هي سمعة فساد وسمعة سيئة، أما اليوم فالتركيز على التجنيد التطوعي للوصول إلى جندي محترف وجيش احترافي بعقلية عسكرية واضحة تلبي حاجة أي تحد تتعرض له سورية.

وبيّن وزير الدفاع أن الإقبال على التطوع في الجيش كبير، والسبب النصر الذي تحقق حيث بعث الأمل في نفوس السوريين، وهناك عدد ضخم من الجنود ضمن الوحدات العسكرية الموجودة، ويتم العمل على تنظيم الوحدات العسكرية السابقة والمنتسبين الجدد لوزارة الدفاع، وتم وضع عدة معايير للانضمام إلى الجيش منها البنية السليمة، وأن يكون معافى بدنياً من أي مرض، وألا يكون محكوماً بقضايا جنائية وأمنية، والعمر حالياً بين 18 و22 عاماً، إضافة إلى موضوع التحصيل العلمي فخلال العام القادم سيكون هناك انتساب خاص للكلية الحربية حصراً للحاصلين على الشهادة الثانوية العامة، أما فيما يخص صف الضباط فسيكونون ممن يحملون شهادة التاسع الأساسي، والجنود أن يكونوا ملمين بالقراءة والكتابة، وسيتم تفعيل الكليات العسكرية البرية والجوية والبحرية وجرى البدء في قسم منها.

ولفت وزير الدفاع إلى وجود نجاحات كبيرة لسورية في إقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار والدول الأخرى، وهذه العلاقات تبشر بالخير وتعود بالخير على الشعب السوري، مبيناً أن رسالة القوات المسلحة للشعب السوري في الداخل والخارج هي أنها في خدمة هذا الشعب، وسيتم بناء الجيش بطريقة صحيحة لحماية الشعب السوري والتراب السوري، وتوجه بالشكر لأهالي الجرحى والشهداء على ما قدموه في سبيل إحقاق الحق ونصرة المظلومين وإسقاط النظام.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019