النقد الدولي: الحكومة السورية حريصة على استعادة النمو الاقتصادي وتحتاج لدعم قوي

الأربعاء 11 يونيو 2025 - 12:32 بتوقيت غرينتش
النقد الدولي: الحكومة السورية حريصة على استعادة النمو الاقتصادي وتحتاج لدعم قوي

أكد صندوق النقد الدولي، أن السلطات السورية الجديدة حريصة على استعادة النمو الاقتصادي وتعتزم اتباع سياسات اقتصادية سليمة، وستحتاج إلى دعم دولي قوي لجهودها.

وجاء في بيان لصندوق النقد الدولي، أصدره بعد اختتام بعثته زيارتها لسورية، "إن سورية تواجه تحديات هائلة بعد سنوات من الصراع الذي تسبب في معاناة إنسانية هائلة وقلَّص اقتصادها إلى جزء ضئيل من حجمه السابق".

وتعد زيارة بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة، رون فان رودن، إلى سورية هي الأولى منذ عام 2009، وجاءت لتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد.

وأشار بيان الصندوق الذي نقلته العديد من وسائل الإعلام إلى أن نحو 6 ملايين شخص فروا من البلاد، معظمهم إلى دول مجاورة، ونزح 7 ملايين آخرين داخلياً، بينما انخفض الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد، وانخفضت الدخول الحقيقية بشكل حاد، وارتفعت معدلات الفقر، وضعفت مؤسسات الدولة، وتعطل تقديم الخدمات الأساسية، وتضررت أو دُمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبلاد، والاحتياجات الإنسانية واحتياجات إعادة الإعمار هائلة.

وأكد الصندوق، أن هناك حاجة ملحة لمواجهة هذه التحديات وتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام، بما في ذلك استيعاب العدد المتزايد من اللاجئين العائدين.

ولفت إلى أن السلطات السورية تحرص على استعادة النمو الاقتصادي وتحسين مستويات معيشة الشعب، وتعتزم اتباع سياسات اقتصادية سليمة.

وذكر أن مناقشات البعثة ركزت على أولويات بناء السياسات والمؤسسات على المدى القريب، بما في ذلك اعتماد موازنة لما تبقى من عام 2025، وتحديد الموارد المحلية والخارجية المتاحة، وضمان تلبية احتياجات الإنفاق ذات الأولوية، بما في ذلك رواتب الموظفين الحكوميين، والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية، ومساعدة الشرائح الأكثر ضعفاً من السكان، وتحسين تعبئة الإيرادات، من خلال تحديث نظام الضرائب والجمارك، وتعزيز إدارة الضرائب والجمارك، ووضع كلتيهما تحت إشراف وزارة المالية.

بالإضافة لتعزيز الإدارة المالية العامة لتحسين تنفيذ الميزانية ورصدها، وتمكين البنك المركزي من ضمان استقرار الأسعار واستعادة الثقة في العملة الوطنية، واعتماد إطار للسياسة النقدية مناسب لتحقيق ذلك، وإعادة تأهيل أنظمة الدفع والخدمات المصرفية، مع تعزيز نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، لتحسين كفاءة المعاملات، وإعادة بناء الثقة في البنوك، وإعادة تشغيل الوساطة المالية، والسماح بإعادة الاتصال بالنظام المالي الدولي، ومعالجة العقبات المباشرة التي تعترض تنمية القطاع الخاص القائم على السوق، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز جمع البيانات ومعالجتها ونشرها، بمعزل عن التخطيط الاقتصادي، لضمان توفر بيانات كافية لدعم صياغة السياسات وتقييمها.

ورأى الصندوق أن السلطات السورية ستحتاج إلى دعم دولي قوي لجهودها، ويشمل ذلك دعماً مالياً بشروط ميسَّرة للغاية -بالنظر إلى القيود المالية والاقتصادية الخارجية التي تواجهها سورية- ومساعدة واسعة النطاق في تنمية القدرات لتعزيز المؤسسات الاقتصادية وتحديث التقنيات والأنظمة القديمة.

وقال: "أكدت البعثة التزام صندوق النقد الدولي بدعم سورية في هذه الجهود، واستناداً إلى نتائج البعثة، يعمل موظفو صندوق النقد الدولي على وضع خريطة طريق مفصَّلة لأولويات السياسات وبناء القدرات للمؤسسات الاقتصادية الرئيسية، لا سيما وزارة المالية والبنك المركزي وهيئة الإحصاء، وسينسق الموظفون بشكل وثيق مع شركاء التنمية الآخرين في صياغة هذه الخريطة، وضمان الدعم الفعال للسلطات السورية، مع مراعاة القيود على الطاقة الاستيعابية".

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019