وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في متحف إدلب: إن المحافظة تمثل أحد أهم شواهد التاريخ السوري العريق، وإن ذكرى التحرير التي تمر هذه الأيام تذكّر بفضل هذه المدينة على كامل الجغرافيا السورية، مشيراً إلى أن استعادة الهوية الثقافية يوازي في أهميته استعادة القطع الأثرية التي فقدتها سورية خلال سنوات الحرب.
وشدد وزير الثقافة على أن الحفاظ على الهوية الثقافية وتراث سورية الحضاري خط أحمر لا يقبل المساس، وأن العمل مستمر لإعادة ما فقدته البلاد من مقتنيات أثرية خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن الأراضي السورية تختزن ذاكرة إنسانية تتجاوز حدود الوطن، إذ كانت ممالكها التاريخية تمتد شرقاً وغرباً وتحكم أجزاء واسعة من العالم القديم.
وبيّن الوزير أن أبناء إدلب أظهروا وعياً كبيراً منذ بداية الثورة السورية، عندما أدركوا أن إرهاب النظام البائد الذي استهدف المدن والمستشفيات، لن يتردد أيضاً في استهداف المتاحف والمواقع الأثرية، ما دفع الأهالي إلى حفظ عدد كبير من الرقم والقطع العائدة لمملكتي إيبلا وماري في مستودعات خاصة.
وأشار وزير الثقافة إلى أن استهداف “جيش الأسد” لمتحف إدلب تسبب بتضرر الجدران الواقية والممرات المخصصة لحماية المقتنيات الأثرية، ما أدى إلى فقدان عدد من القطع لفترة طويلة، لكن عقب التحرير تمكنت وزارة الثقافة من الوصول إلى أماكن وجود تلك المقتنيات، واستعادة الرقم والقطع الأثرية التي يعود بعضها إلى نحو 3200 عام قبل الميلاد، والمرتبطة بمملكتي ماري وإيبلا وحضارات أشور وسومر وأكاد، والتي تعد مصدراً مهماً لدراسة الجوانب الدينية والقانونية والدبلوماسية والسياسية والاجتماعية التي سادت في تلك المراحل.
وأكد الوزير أن استعادة هذه الآثار تتزامن مع الذكرى الأولى لمعركة “ردع العدوان” وذكرى التحرير، مشدداً على أن سورية تستعيد إرثها وتراثها وحضارتها وسرديتها التاريخية، وقال: “نحن أصحاب حضارة ضاربة في عمق التاريخ وهوية أصيلة لا نسمح بالمساس بها، ولسنا بحاجة إلى بنائها من جديد بل إلى كشف الغبار الذي تراكم عليها في زمن الحرب”.