أنشأتها الملكة رشيدة زوجة هارون الرشيد، وكانت من أهم مراكز صناعة الخزف في إيران في العصور الوسطى.
تطورت هذه الصناعة في دمشق خلال القرن الرابع عشر، في العهد المملوكي ثم العثماني لدرجة أن القيشاني الذي كانت تزين به البيوت والحمامات في دمشق قديماً من انتاج صانعي الخزف المهرة في دمشق الذين مازالوا يبدعون في تقديم الكثير من الاعمال الخزفية وبلاط القيشاني الذي نطل من خلاله على بيئة تراثية قديمة، فقد تمكن حرفييهم من إنتاج أكثر أنواع البلاط جمالا ورونقا عندما زينوه بالألوان، فاستخدموا أكسيد الكوبالت لخلق اللون الأزرق والبوريك للأخضر الفيروزي، ثم تم تغطيتها بطبقة من طلاء شفاف وأحرقوها عند درجة 1200 مئوية حيث أعطت في النهاية منظرا بديعا لا مثيل له حتى اليوم، وبعد سنوات عديدة انتشرت هذه الحرفة من دمشق وراحت تجوب دول العالم الشرقي، وأطلق عليها الدمشقيون "القيشاني" بدلاً من "الكاشاني" نسبة إلى مدينة كاشان، فبدأ الحرفيون في كل من مدن إزنيك وكوتاهية في تركيا وفارس في إيران وبغداد في العراق بتطوير وإتقان حرفة الخزف. عادة ما يأخذ البلاط القيشاني أشكالاً مختلفة حيث نجده على شكل بلاطات مربعة على الأغلب وقد تكون مستطيلة أو سداسية أو مثلثية بحيث تنقش على كل بلاطة منها موضوعات زخرفية متكررة، استطاع الدمشقيون إدخال قطع القيشاني أيضاً في الصواني الخشبية بأشكال فنية رائعة، إلى جانب عمل علب خشبية مزدانة بقطع من القيشاني وأيضاً طاولات مغطاة ببلاط القيشاني، إلى جانب بعض التحف والمرايات التي وزعت على أطرافها تفاصيل متنوعة من البلاط القيشاني ذات الحجم الصغير نسبياً، فهذه القطع إنما تحول مفردات الديكور إلى تحفة فنية رائعة فتكسبها قيمة مادية وجمالية، نظرا لكون هذا المنتج قائماً اساسا على العمل اليدوي.