عن طريق سلسلة من الآبار الرأسية التي بُنيت على طول أرض منحدرة لتصفية المياه التي تذهب نحو المناطق القاحلة وجعلها صالحة للشرب، والقناة هي أفضل مثال على استخدام تلك التكنولوجيا القديمة في تصفية المياه عن طريق طبقات من الشعب المرجانية، وتتيح للسياح فرصة رؤيتها عن قرب والتعرف عليها وعلى طريقة عملها، وكانت هذه القناة تنتج كميات كبيرة من المياه تكفي حاجة القرى المجاورة بل ويتم تصديرها للدول الأخرى مقابل السكر وأحياناً مقابل النقود.
تصفية المياه بطبقات من الشعب المرجانية
تأتي المياه من الجبال وتعبر على تلك القناة قبل وصولها إلى القرى المجاورة لتصفيتها وتنقيتها عبر طبقات من الشعب المرجانية التي تشكلت منها أرض الجزيرة، هذه الطبقات على عمق 16 متراً تحت الأرض وتم حفر أنفاق على هذا العمق بطول 8 كيلو متر، مما جعلها أكبر مدينة تحت الأرض في العالم بمساحة 10 كيلو متر مربع وواحدة من أكثر الوجهات السياحية العجيبة جذباً للسياح.
بيوت صغيرة للإقامة داخل المدينة
يجري الآن العمل على تطويرها وتجميل مداخلها وبناء بيوت للشاي وورش مخصصة للحرف اليدوية الإيرانية، وسيتم بناء عدة مطاعم ومتاحف وقاعات اجتماع لتكون بالفعل مدينة متكاملة تحت الأرض، بل يذهب خبراء آخرون إلى أبعد من ذلك حيث يرون أن التربة المستخرجة من هذا المكان العميق يمكن استخدامها في الأغراض الطبية لعلاج بعض الأمراض الجلدية.
تفتح قناة كيش فصلاً جديداً لمحبي الطبيعة، حيث تقدم للسياح نموذجاً فريداً وغير مسبوق لمن يريد رؤية أكبر مجموعة من الشعب المرجانية في العالم، وليست وحدها التي تتمتع بهذا الجمال، وإنما جزيرة كيش ذاتها تعتبر من أجمل الجزر في العالم، وكانت تعرف قديماً بلؤلؤة الخليج الفارسي نظراً لجمالها وسحر الطبيعة بها، فجميع رمالها مكونة من الشعب المرجانية التي تلمع تحت أشعة الشمس، ومياهها صافية بحيث ترى الأسماك من خلالها، وكانت معروفة منذ القدم حيث زارها وكتب عنها القائد اليوناني نيارخوس سنة 225 قبل الميلاد بتكليف من الإسكندر الأكبر.
وتبعد جزيرة كيش عن العاصمة الإيرانية طهران 1600 كيلومتر، وعن أصفهان أشهر مدنها السياحية قرابة 1200 كيلو متر، وتبعد عن حدود إيران البرية بنحو 18 كيلومتر.