ليست المرة الأولى التي تثار فيها زوبعة بشأن منتج أساسي واستراتيجي في بداية موسمه لاعتبارات معروفة أحياناً، لتطول اليوم زيت الزيتون عبر ادعاء ضخ أربعة آلاف تنكة من مدينة إدلب، التي تعد إحدى المدن المنتجة له، في الأسواق المحلية بشكل يؤثر في الجهاز العصبي ولاحقاً إلى الوفاة، وقد تناقل السوريون هذه الشائعة نظراً لوجود زيت الزيتون في موائدهم وحرصاً على عدم الاساءة إلى هذا المنتج المهم، في محاولة تحذيرية لمعرفة صحة هذه الشائعة المسيئة لمنتج محلي استراتيجي مشهود له في نوعيته الجيدة عالمياً وليس محليا ًفقط، وهنا نتساءل عن الغاية من إطلاق هذه الشائعة في هذا التوقيت تحديداً وخاصة أن موسم الزيتون بات على الأبواب، وماذا فعلت الجهات المعنية من أجل تبيان حقيقتها وضبط الأسواق ومحاسبة التجار المخالفين وخاصة أنه بمعزل عن هذه الشائعة، بات غش زيت الزيتون ظاهرة تستوجب المعالجة الفورية حرصاً على صحة المواطن وسمعة هذا المنتج الاستراتيجي.
مجرد شائعة!
«تشرين» حاولت التواصل مع الجهات المعنية المسؤولة عن مراقبة الأسواق لمعرفة صحة هذه الشائعة من عدمها، حيث نفى د.ماهر ريا مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق صحة هذه الشائعة حتى الآن بعد جولات ميدانية على أسواق دمشق، حيث أكد أنه لم يعثر على أي «تنكة» زيت زيتون مخالفة، حيث قامت دوريات الرقابة الصحية في محافظة دمشق بمجرد سماع الشائعة بسحب عينات من المحال التجارية، وقد تبين أنها سليمة ولا تحوي أي مواد ضارة وذلك بموجب كشف بواسطة جهاز صغير يتم من خلاله فحص العينات المسحوبة، وقد تبين أن جميع العينات نظيفة وسليمة وليس كما يشاع.
وتابع ريا قائلاً: من حق المواطن -حفاظاً على صحته وسلامته- تبيان وضع هذه المادة في الأسواق، وبناء عليه بمجرد سماع هذه الشائعة قامت دوريات الرقابة الصحية بالتجول في الأسواق وسحب العينات، ليتبين عدم وجود عينات مخالفة في أسواق دمشق، بالتالي الأمر برمته عبارة عن شائعة لكن حتى لو كانت يجب التأكد من صحة ما جاء فيها حماية للمستهلك وحفاظاً على سمعة
زيت الزيتون السوري، فكمية أربعة آلاف تنكة زيت ليست قليلة وتكفي إحتياج مدة عام، لذا فإدخال تلك الكمية ستتم ملاحظته بالتأكيد.
بانتظار النتائج!
كما تواصلنا مع مكتب الزيتون، الذي أكد أحد المسؤولين عنه أنه بعد وصول هذه الشائعة تم التعميم على مديريات الزراعة في المحافظات لسحب العينات من المحال التجارية وفحصها، علماً أنه توجد لجان مشتركة مع التموين، وقد تم تكليف رؤساء اللجان للقيام بهذه المهمة والتواصل مع المخابر للتأكد من نتائج العينات.
وأضاف: إن هذه الشائعة هدفها تشويه سمعة
زيت الزيتون السوري المشهود له بالجودة والنوعية الممتازة، لكن ما دام في هذا الأمر ضرر للمستهلك، يفترض التعامل مع الشائعة ومعرفة مدى صحتها حتى يثبت العكس، ليعود ويشدد على أن
زيت الزيتون من أفضل الأنواع وأجودها، وغالباً ما يكون هدف إطلاق مثل هذه الشائعة التأثير في المنتج المحلي وخاصة أن موسم الزيت قد اقترب.
استنفار تمويني!
وقد حاولت «تشرين» التواصل مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التي علمنا أنها في حال استنفار مع الجهات الرقابية الأخرى لمعرفة وضع
زيت الزيتون في السوق المحلية، وبناء عليه عممت أول أمس على مديرياتها بالتشديد على مراقبة
زيت الزيتون وسحب العينات للمعاصر والمستودعات والمحال التجارية التي تتعامل ببيع و شراء مادة
زيت الزيتون وسحب عينات لإجراء التحاليل اللازمة أصولاً للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية السورية وإعلام الوزارة بالنتائج بالسرعة الكلية، وهو ما أكده مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية د.حسام نصر الله، الذي بيّن أنه في الحالة الطبيعية في وقت عصر الزيتون يتم سحب عينات من
زيت الزيتون للتأكد من سلامة
زيت الزيتون الموجود في الأسواق، ومدى مطابقته للمواصفات السورية القياسية، لكن بعد انتشار الشائعة حول
زيت الزيتون ووجود عبوات تسبب تلف الجهاز العصبي والوفاة لاحقاً، تم التوجيه إلى دوريات الرقابة التموينية بسحب العينات من المحال التجارية بالسرعة القصوى لإجراء التحاليل اللازمة والتحقق من صحة ما جاء في الشائعة حرصا ًعلى سلامة المواطن وصحته، لافتاً إلى أن نتائج العينات لم تظهر بعد، وسيتم إبلاغنا بها فور ظهورها.