يشكل معرض إعادة إعمار سورية بدورته الرابعة (عمّرها 4) فرصة للاتصال المباشر بين أصحاب القرار من جهة والمالك والمنفذ المباشر للمشاريع الإنشائية من جهة أخرى وفق رأي عدد من المشاركين في المعرض الذين أشاروا إلى أهمية وجود مؤسسات القطاع العام والخاص في هذا المعرض التخصصي لتسهيل التشبيك فيما بينهم.
كاميرا سانا رصدت آراء عدد من المشاركين المحليين من كلا القطاعين الإضافة إلى معروضاتهم المتعلقة بأعمال البناء في مختلف مجالاته حيث أكد المهندس باسل شبانة من جناح وزارة الاشغال العامة والإسكان أنهم حاضرون بقوة في كل عام بمعارض البناء والإعمار نظراً لدورهم الكبير في هذا المجال.
ويقدم الجناح نماذج عن مشاريع الأبنية السكنية والإنارة والدراسات الإنشائية التي تعمل عليها الوزارة ومنها “مد خطوط التوتر العالي بدير الزور وإعادة التغذية الكهربائية لمدينة حلب وتأهيل البنى التحتية للمناطق التي تم تحريرها” بهدف عرضها أمام الشركات الاجنبية واستقطابها للاستفادة من خبراتها.
ومنحت هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الفرصة لعدد من أصحاب المشاريع المتعلقة بالبناء والمنتجات المنزلية والمفروشات والتمويل الصغير للمشاركة بالمعرض وفق مدير الهيئة إيهاب اسمندر الذي رأى أن تخصص المعرض يسهم بعقد صفقات ونتائج مهمة في مجال البناء وهو ما تلاحظه الهيئة من خلال نتائج الاستبيان الذي تقوم بإجرائه للمشاركين في هذه المعارض.
وللنقابات حضورها الدائم في المعارض التخصصية ومنها نقابة المقاولين السوريين التي رأى مسؤولها الإعلامي محمد نعسان أن المقاولين ينتظرون هذه المعارض ليتابعوا التقنيات الحديثة التي تواكب عملهم في البناء والإعمار ولا سيما أنها تعتبر وسيلتهم الوحيدة لمشاهدة أهم الشركات ومنتجاتها في ظل الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له سورية.
ولفت نعسان إلى أنهم يعرضون في جناحهم عدداً من المشاريع في دمر وضاحية الفيحاء ومشروع توسيع قسم الاسعاف بمشفى المجتهد ومحطة معالجة الصرف الصحي بمنطقة شيزر ومشروع خط البجاع والتي يسعى المقاولون لتنفيذها بفترات زمنية قصيرة جداً مضيفاً: “نحن نرصد هذه الشركات لربطها مع المقاولين لأن البناء القادم يحتاج الى إمكانيات أكبر من الموجودة لدينا وآلات متطورة تحتاجها بشدة مرحلة الإعمار”.
من جهة أخرى وجدت بعض الشركات الخاصة ولا سيما الجديدة منها في المعرض فرصة لتسويق منتجاتها واثبات وجودها بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع الجهات العامة صاحبة القرار حسب محمد القصير من شركة إي إم سي الذي أوضح أنهم يستوردون معدات صناعية واسطوانات أوكسجين ومؤشرات ضغط عال ومنخفض وروافع لتخديم كراجات السيارات والبناء لتلبية حاجة السوق المحلية.
ويوافقه الرأي كامل جبر وكيل شركة دهانات العنكبوت التي تم افتتاحها منذ أربع سنوات وكانت مشاركتها الأولى في المعرض الحالي لتوسيع أفق تعاملاتها وأضاف جبر: “التسويق خلال سنوات الأزمة كان صعباً للغاية لكوننا شركة جديدة واليوم بعد انتصارات الجيش ودعم الحكومة للمنتجات الوطنية أصبح الوضع أفضل في عام 2018”.
رسول خير الكراد صاحب شركة الخليل للصناعة والتجارة أكد أيضاً أنها مشاركته الأولى لكنها ستكون نقطة البداية للمشاركة في المعارض القادمة لما شاهده من إقبال جيد ولا سيما من قبل التجار والصناعيين العرب والأجانب الذين يطمحون بالتواصل معهم إلى الانتقال من البيع المحلي إلى التصدير الخارجي.
يشار إلى أن مؤشر عدد الشركات المحلية المشاركة ارتفع في الدورة الرابعة من معرض عمرها بنسبة 60 بالمئة عن الدورة الماضية وفق القائمين عليه ما يشير إلى زيادة عدد الشركات العائدة للإنتاج بنسب متسارعة في كل عام وتستمر فعاليات المعرض لغاية الـ 6 من تشرين الأول الجاري بمشاركة 270 شركة.