في ذكرى حرب تشرين التحريرية، يقترب السوريون من إنجاز نصرهم الكامل على الإرهاب وداعميه، ولاسيما أن الذكرى في هذا العام تأتي بالتزامن مع تحرير الجيش العربي السوري معظم الأراضي التي دنسها الإرهاب.
فأعاد الأمن والاستقرار إلى ربوعها، وزرع الأمان والطمأنينة في نفوس الأهالي، وبدأ المهجرون بفعل
الإرهاب يعودون إلى قراهم ومنازلهم بوتيرة عالية، على أمل أن تتسارع أكثر عندما يزيل رعاة
الإرهاب قيودهم، ويرفعون اجراءاتهم المعرقلة لعودة المزيد من المهجرين، ويكفون عن الاستثمار بعراقيلهم تلك، التي يوظفونها اليوم لتحقيق مآرب سياسية عجزوا عن تحقيقها عبر إرهابهم العابر للقارات.
اليوم يجدد أبطال الجيش من خلال انجازاتهم المتلاحقة على
الإرهاب وداعميه انتصارات حرب تشرين التحريرية، فبواسل الجيش الذين دمروا تحصينات العدو الصهيوني واجترحوا المعجزات وحطموا غرور وغطرسة الكيان الصهيوني هم أجداد وآباء الرجال الأبطال الذين يخوضون اليوم معارك الشرف والكرامة في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري الوهابي وأدواته من تنظيمات إرهابية، ولم يبق أمامهم سوى إدلب وبعض المناطق بريفي حماة وحلب، وهي على موعد قريب جداً من التحرير، بانتظار انتهاء مهلة اتفاق سوتشي الأخير، والنظر في مدى التزام ضامن الإرهابيين وراعيهم أردوغان لتعهداته في الاتفاق، لتأتي الأولوية بعدها للتنف وشرق الفرات ومنبج وعفرين، حيث إمكانية المواجهة مع القوات الأميركية والتركية والفرنسة لطردها ستكون محتومة، بحال فشل أي مبادرات لإخراجهم عبر التفاوض، وبطبيعة الحال فإن الجولان المحتل سيبقى تحريره من
الإرهاب الصهيوني على رأس الأولويات بعدما يعود الأمن والاستقرار إلى كل شبر من ربوع سورية.
نعم السوريون يكتبون اليوم الفصل الأخير في محاربة
الإرهاب وداعميه، فهم صنعوا حرب تشرين التحريرية وانتصروا بصمودهم وتضحيات جيشهم وكما حرروا أرضهم من دنس العدو الصهيوني وسطروا أروع ملاحم الخلود في التاريخ، هم أكثر عزماً وتصميماً على تحقيق نصر جديد على
الإرهاب المدعوم أميركياً وغربياً، والممول من أنظمة مستعربة في الخليج، والمسير من قبل النظام التركي، وهم اليوم يستعيدون أمجاد تشرين التحرير، حيث يتجدد الانتصار مع كل قطرة دم شهيد، ومع تحرير كل بقعة دنسها الإرهاب، ومع كل هزيمة أخرى لمشاريع الغرب الاستعماري، سواء في السياسة أم في الميدان، فقدر السوريين صنع الانتصارات الدائمة.