الشهر الوردي ليس اسما رومانسيا لشهر تشرين الأول، بل هو عنوان حملة صحية عالمية للتوعية حول مرض سرطان الثدي،والذي يقول الأطباء أنه كلما كان اكتشاف الإصابة به أبكر، كلما كان علاجه أقرب للتحقق.
فقد بدأت المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية بحملات توعية، أولها استقبال النساء للكشف بشكل مجاني اعتبارا من أول الشهر الجاري.
علما أن سرطان الثدي يصنف حاليا في بلدنا أكثر السرطانات شيوعا بين النساء بنسبة 30 بالمئة وفقا للسجل الوطني للسرطان بوزارة الصحة مع وجود مؤشر قد يكون ايجابيا وهو غياب سورية عن لائحة الصندوق العالمي لأكثر 25 دولة تسجل إصابات جديدة بالمرض.
وقد بدات الجمعية السورية لأمراض الثدي ومنذ بداية الشهر إطلاق أكبر حملة توعية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية واللوحات الطرقية ووسائل التواصل الاجتماعي بالتوازي مع توفير فحوص تصوير الثدي الشعاعي «الماموغرام» مجانا في 100 مركز طبي عام وخاص يغطي مختلف المحافظات.
و رسائل حملة التوعية موجهة للسيدات فوق سن الأربعين وتركز على أهمية الالتزام بالفحوص الدورية السريرية والشعاعية للكشف المبكر عن أورام الثدي والذي يضمن رحلة علاج أقصر ونسب شفاء أعلى.
وتتضمن الحملة التي تحمل عنوان «لأنك أقوى من السرطان» أيضا محاضرات بالتنسيق مع جمعيات أهلية وغيرها وتستهدف بشكل خاص السيدات المعيلات لأسرهن باعتبار أن ضمان صحتهن واستمرار نشاطهن أمر جوهري لهن ولعائلاتهن.
ففي مشفى مصياف الوطني مثلا: بدأت النساء بالتوجه إلى المشفى الوطني، الذي أعلن عن مشاركته بالحملة، وفي القنيطرة أيضا بالإضافة للمحاضرات التوعوية.
يذكر أن وزارة الصحة توفر على مدار العام فحوص ماموغرام مجانا في 33 مركزا صحيا موزعا على مختلف المحافظات وجرت حملة مماثلة أطلقتها وزارة الصحة العام الماضي بالتعاون مع جمعيات ومبادرات أهلية وصفت حينها «بالناجحة» بعد إجراء فحوص طبية وسريرية لنحو 150 ألف سيدة في المراكز الصحية والمشافي و6 آلاف فحص ماموغرام.
أما قصة تخصيص هذا الشهر أنه قبل 26 عاماً، في الولايات المتحدة الأمريكية جاءت الفكرة لزيادة وعي المجتمعات بشكل عام، خاصة النساء، حول الإصابة بسرطان الثدي، كمشروع مشترك بين مجموعة من الهيئات الطبية والمنظمات والوكالات الحكومية في أمريكا.
وهو يهدف بصورة أساسية إلى التوعية بالمرض ومشاركة المعلومات حوله، إضافة إلى توفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به، وعلى الصعيد العالمي فقد شجعت منظمة الصحة الفكرة وتطبيقها في البلدان وذلك للدور الذي تقوم به.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن شهر التوعية بسرطان الثدي (تشرين الأول من كل عام) في بلدان العالم كافة، هو شهر يساعد على زيادة الاهتمام بهذا المرض، وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته والتبكير في الكشف عنه وعلاجه.