تستمرمدينة الباسل للسكن الجامعي بدمشق في تنفيذ إجراءات السكن الطلابي وفقاً للتعليمات الجديدة التي صدرت مؤخراً، حيث بدأت عملية إسكان الطلاب لعام 2018- 2019 اعتبارا من صباح يوم 9/9 لكل طالب أتى بطلب سكن، عليه بيان وضعه الدراسي من كليته سواء كان راسباً أم ناجحاً حيث يتم إسكانه مباشرة.
ومع التوسع بالقبول الجامعي والحاجة الملحة للطلبة لتأمين مكان لهم يقطنون به لمتابعة دراستهم، في ظل ظروف مادية ومعيشية صعبة يعيشها غالبية طلبتنا، تظهر أهمية ما تعتمده إدارة المدينة الجامعية من خطوات لحل مشكلات الاستيعاب وتأمين الخدمات وتأمين الطلبة وفقاً للواقع الحالي الذي فرض نفسه على الجميع؟
أحمد واصل مدير المدينة الجامعية بجامعة دمشق أكد أن الادارة تعمل مع بداية كل عام دراسي على وضع خطة لاستقبال الطلاب تستند في تفاصيلها الأولى على عدد الطلاب القاطنين في العام الماضي والذين هم مستمرون حيث يعودون إلى غرفهم نفسها، كما تستند إلى تأمين طلاب السنة التحضيرية الذين قبلوا وفقاً لمفاضلة هذا العام وتم إسكانهم مباشرة في الأماكن المخصصة لهم وهي الوحدة السادسة للإناث والوحدة 12 للذكور, حيث وصل عدد من تم اسكانهم في اليوم الأول إلى 250 طالباً تحضيرياً، ووصل عدد الطلاب المسجلين على سكن من السنة التحضيرية حتى هذا التاريخ إلى أكثر من 1000 طالب وطالبة بنسبة تصل إلى 20%. مشيراً إلى أن الأولوية في تأمين السكن تبدأ من إعادة الطلاب القدامى إلى غرفهم وخاصة لطلاب الكليات الطبية، ثم تأمين طلاب جامعة دمشق من غير القاطنين والذين سيبدأ اسكانهم بتاريخ 10/10 مع التأكيد على قبول جميع الطلاب الحديثين الذين قبلوا في الجامعة وشواغرهم جاهزة
نعتذر من المستنفدين والمفتوح
وبين واصل ضرورة إحضار الطالب لبيان وضعه من كليته كخطوة جديدة تم اعتمادها هذا العام لأنه لم يكن يوجد دورة تكميلية، وجميع النتائج الامتحانية واضحة، فطلب من كل من يريد السكن إحضار هذا البيان حتى تكون جميع الأمور في السكن صحيحة وواضحة، بعد أن كان يتم اسكان الطالب في السنوات الماضية شرطياً لحين أن يسجل، وكان ذلك سبباً في حدوث بعض المخالفات التي تكشف واقع بعض الطلبة.
ولهذا اتخذ القرار الحالي بإحضار بيان الوضع مسجلا على طلب السكن الجامعي، لتكون البيانات على الحاسوب دقيقة موضحاً أن ذلك لا يغير من القرار المتعلق بإسكان جميع الطلاب الراسبين والناجحين، وكذلك الطلاب المنقولون والوافدون من الجامعات الأخرى إلى جامعة دمشق الذين يتم إسكانهم مباشرة بمجرد أن تكون أوراقهم قد أصبحت في دمشق، باستثناء الطلاب المستنفدين الذين تم الاعتذار منهم لأنهم في هذه الحالة لايملكون صفة الطالب, وباستثناء طلاب السنوات الأخيرة الراسبين ولديهم عدد من المواد، حيث يتم التريث بإسكانهم في الوقت الحالي حتى الانتهاء من إسكان الطلبة الحديثين، مشيراً إلى أن الادارة اتخذت قراراً حول طلاب السنوات الأخيرة الذين لديهم سبعة مقررات وما فوق والذين تم استثناؤهم من سنوات الرسوب وخاصة طلاب الهندسات كما هو الحال لدى طلاب الطاقة والكهرباء والكترونيك سيتم إسكانهم نتيجة لظروفهم الصعبة.
وأكد واصل أنه لا يحق لطلاب التعليم المفتوح الحصول على سكن جامعي وفقاً للنظام الداخلي، وكان يتم إسكانهم في السنوات الماضية بشكل متقطع أثناء الامتحانات لمساعدتهم، ولكن هذا العام يوجد قرار بعدم إسكانهم تفادياً لبعض الإشكالات ضمن السكن والخلافات التي تحدث بين الطلاب النظاميين وطلاب المفتوح.
مركز للتسجيل في الهمك
وفي خطوة ضرورية تم اعتمدها هذا العام، أشار مدير السكن الجامعي بدمشق إلى احداث مركز في مجمع الهمك السكني، يرافقه إحداث صندوق مالي للطلاب المقيمين في هذا التجمع والذي يصل عددهم إلى حوالي 7 آلاف طالب وطالبة لتوفير الوقت والجهد عليهم من عناء الذهاب إلى تجمع المزة، حيث تم توسيع قسم الحاسب لاستقبال الطلاب الحديثين عبر مرحلتين، الأولى لإدخال البيانات والثانية لقطع الإيصال.
التعليمات الجديدة
صدرت تعليمات جديدة تتعلق بالسكن الجامعي منذ حوالي شهر من الآن وتم إنزالها على موقع الجامعة وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدينة الجامعية حتى يستطيع أن يراها جميع الطلبة, حيث يتم نشر كل ما يتعلق بالسكن الجامعي من تأجيل أو تمديد وغيره حتى يكون الطالب على معرفة بما يحدث. وهذه التعليمات بحسب إدارة السكن الجامعي تتعلق بوضع اعلانات حول اجراءات السكن بشكل تفصيلي لكل فئة طلابية والخطوات التي يجب أن يقوم بها الطالب، والمراحل التي يتبعها لكي يحصل على السكن وفقاً لوضعه الدراسي، والهدف منها أن يتعرف الطالب على أدق التفاصيل المتعلقة بالسكن، فعلى سبيل المثال هناك إعلان خاص بطلاب السنة التحضيرية وإعلان خاص بالطلاب الحديثين وإعلان خاص بالطلاب القدامى والطلاب القاطنين والطلاب غير القاطنين والقادمين من غير جامعة وهكذا لكل منهم آلية خاصة به.
أقل من العام الماضي
وتحدث واصل عن أعداد كبيرة من الطلاب المنقولين من الجامعات الأخرى إلى جامعة دمشق الذين يدخلون ضمن خطة الاستيعاب السكني حيث يتم اسكانهم بمجرد أن يقدم الطالب ورقة تبين نقله إلى جامعة دمشق، مشيرا إلى أنه تم تأخير تسجيل جميع الطلاب حتى 10/10 وهو التاريخ الذي سيتم فيه إغلاق باب التسجيل للطلاب القاطنين العام الماضي واستقبال طلبات الحديثين وغير القاطنين.
وتوقع أن يكون عدد المقبولين النهائي أقل من الأعوام السابقة، حيث إن الضغط هذا العام أقل مما كان عليه سابقاً وأن الرقم ممكن أن ينخفض من 25 ألف طالب وطالبة إلى ما بين 22 أو 23 ألف طالب، وأن يقل عدد الطلاب في الغرفة الواحدة بنسبة شاغر أو شاغرين قياساً عما كانت عليه الأمور في السنة الماضية.
مشكلة نقص الأسرة
بحسب المعطيات الأخيرة المتعلقة بتأمين نواقص السكن، تجدر الإشارة أنه تمت الموافقة على توريد وشراء 2000 سرير وتم توقيع العقد بين الإدارة والشركة الموردة على أن يتم التنفيذ خلال اسبوع واحد، ليضاف إلى عدد الأسرة الموجودة والمقدر عددها في العام الماضي بـ 13850 سريراً ما بين خشب وحديد، وهناك خطة لتأمين 3000 فرشة جديدة تضاف إلى الأعداد الكبيرة الموجودة من الفرش ولكن هناك معاناة تتعلق بمشكلة بق الفراش المستمرة على الرغم من مكافحتها بشكل دائم بالتعاون مع محافظة دمشق، فالموضوع بحسب المعنيين في المدينة الجامعية يحتاج أن تشمل المكافحة جميع محتويات الغرف وبخ الغرف جميعها في وقت واحد حتى لا ينتقل البق من مكان إلى آخر.
وبهذا الخصوص أكد واصل أنه لا يتم تسليم الفرش المهترئة وهذا الموضوع له شقان، الأول يتعلق بوجود بعض الفرشات القديمة التي تحتاج إلى تبديل، والشق الثاني يعود لنظافة الطلاب القاطنين في الغرفة، وهذه مسألة نسبية بين الطلاب، إذ لابد من المحافظة على نظافة الأساس العام.
100 مليون لترميم الـوحدة 18
لا يزال الوضع الفني والخدمي في السكن الجامعي دون الطموح وهناك معاناة ومشكلات تتعلق بالمرافق العامة، لم ينفها مدير المدينة، بل أكد أن المعاناة تكون في وحدات الذكور أكثر منها في وحدات الإناث، وأن الترميمات السابقة التي حدثت في المدينة لم تنفذ بشكل جيد، فعلى سبيل المثال: في أحد المباني التي تم ترميمها كان هناك تسريب للمياه وخلل بالتنفيذ، مشيراً إلى أن العمل الحالي يقتصر على عمليات الصيانة الفورية والعاجلة، بالإضافة إلى مشروع ترميم الوحدة 18 الذي تم الانتهاء من دراسته بالكامل بقيمة 100 مليون ليرة سورية وأصبح قيد الإعلان بالصحف الرسمية، كما تم الانتهاء من الدراسة الفنية لترميم بعض طوابق الوحدات الرابعة و12 و13 والكتلة الغربية في الوحدة الثانية.
المكتبات لم تحول إلى غرف
حول الإشكالية التي تحدث عنها بعض الطلبة بتحويل المكتبات إلى غرف للسكن أوضح واصل أنه في كل وحدة سكنية يوجد مكتبة بالإضافة للمكتبة المركزية التي تم رفدها بحوالي 140 كرسياً جديداً وإصلاح 200 كرسي وهي تتسع لحوالي 1500 طالب وطالبة، وما حدث هو تحويل المكتبات الطابقية الموجودة في الوحدات السكنية الحديثة إلى غرف سكنية بسبب الضغط الكبير على السكن حيث كان التفتيش في كل مكان عن شواغر لتأمين الطلبة، في حين بقيت المكتبات الأساسية في كل وحدة شاغرة ومهيأة للطلاب للدراسة فيها، ولكن هذا الأمر انتهى الآن ولا يوجد أي ضغط، والمكتبة في كل وحدة موجودة ولكن دون تجربة وضع الكراسي فيها لكي لا يتم نقل وسحب هذه الكراسي من المكتبات إلى الغرف، مشيرا إلى انزعاج الطلبة في هذا العام من موضوع التغريم حيث إن المواد والمستلزمات الموجودة في الغرف هي عهدة لديهم وعليهم المحافظة عليها، ويكفي الإشارة أنه في العام الماضي تم تخريب أكثر من 75 طاولة بطرق مختلفة من قبل الطلبة وعليه يتم تغريم كل من يسيئ إلى المال العام.
توقعات وتعليمات
وكشف مدير السكن الجامعي عن بعض التعليمات التي اتخذتها الإدارة مؤخرا ومنها موضوع منع اصطحاب الأقارب والأطفال إلى السكن الجامعي، ومنع استخدام الأراكيل ضمن الغرف والوحدات منعاً باتاً، تجنباً لحدوث المشاكل ولتخفيف الأعباء الناتجة عن هذه السلوكيات، كما كشف عن بعض الخطط المستقبلية المتوقع القيام بها لتحسين واقع السكن الجامعي والمتعلقة ببناء وحدتين سكنيتين في جامعة دمشق ووحدتين في فرع السويداء ووحدتين في فرع درعا وفي القنيطرة وهو موضوع يحتاج إلى مستلزمات مالية ضخمة وكبيرة الأمر الذي يجعل تنفيذه مرتبطاً بتوفر الامكانيات المالية.