البزورية.. سوق تاريخي يقع إلى الجنوب من الجامع الأموي في دمشق، ويمتد بين قصر العظم وسوق الصاغة القديم شمالاً، إلى سوق مدحت باشا مقابل فتحة حارة مئذنة الشحم جنوباً، ومن ثم ينعطف شرقاً ليضم إليه قسماً من الشارع المستقيم وسوق مدحت باشا. يضم هذا السوق الأثري الذي تدب فيه الحركة منذ بزوغ الشمس إلى مغربها، العديد من الخانات التاريخية والمباني والمتاجر التي تبيع مواد العطارة والزهورات الشامية والأعشاب التي تستخدم في الطب الشعبي العربي، إضافة إلى أنواع من السكاكر والحلويات المتنوعة والمصنوعات والفواكه المجففة. وقد توارثت هذه الحوانيت عائلات دمشقية قديمة مازال أحفادها يستثمرون هذه المحلات ويشغلونها بتجارة آبائهم وأجدادهم نفسها، لذا مازال هذا السوق العريق يجسد مقولة السائح البريطاني بورتر- الذي زار دمشق في القرن التاسع عشر- فقال عن أسواقها: «من الممتع التجول في هذه الأسواق ومشاهدة أنواع البضائع، والشيء المميز لهذه الأسواق هو تخصص كل سوق ببيع بضائع خاصة ومتخصصة». عُرف السوق في السابق باسم سوق القمح، ثم سوق الدهيناتية، إذ كانت تصنع فيه سائر الدهون كدهن اللوز، ومن ثم عُرف باسم العطارين لأن العطور المستخرجة من الورد الدمشقي كانت تباع فيه، وكذلك الأعشاب العطرية للعلاج الشعبي.. فيما بعد أخذ اسمه الحالي البزورية، ويضم السوق إلى جانب حوانيته الصغيرة نسبياً أجمل منشأتين معماريتين قديمتين في دمشق هما: خان أسعد باشا أكبر خانات دمشق القديمة، وحمام نور الدين الشهيد أشهر حمام دمشقي.