تعدّ كنيسة «رقاد السيدة» في دير عطية أحد رموز الفن المعماري السوري ومركزاً للإشعاع الحضاري الإنساني والروحي في منطقة القلمون، وتحتضن في «شعريتها» متحفاً كنسياً يشرع أبوابه للزائرين والمهتمين بالتراث السوري عامة والكنائسي والطقسي خاصة بما يحتويه من أيقونات ومخطوطات وأدوات كنسية احتفظت بخصوصيتها عبر الزمن، فتجول مساهماً ببعض مقتنياته في المعارض المحلية والدولية, منها معرض «ما بين الكتاب والصورة» الذي أقيم في المتحف الوطني بمناسبة الاحتفال بدمشق عاصمة الثقافة العربية .
نشأت فكرة إقامته عام2000 م و يضم أربعة وأربعين مخطوطاً طقسياً كتب بلغات عديدة ومعظمها يعود لأكثر من 600 عام, أقدمها كتاب «السنكسار عام 1430م» إضافة إلى أيقونات قديمة تتميز بحجمها الكبير و بتعدد مدارس الرسم والتصوير والمواضيع ولاسيما مدرسة القدس في رسم الأيقونات البيزنطية وتوثيقها كتراث كنائسي محفوظ في سورية حتى أنها تحوي أعمالاً لمصورين لم يعد لأعمالهم وجود في مكان آخر, ما دفع المهتمين بالأيقونة السورية إلى اشتراكها في المعارض الدولية.
وتحتوي الكنيسة أيضاً على «أيقونسطاس» خشبي لا يعرف تاريخ حفره ولا مصدر صنعه وكان قائماً على واجهة من «اللبن» استبدلت عام 1920بواجهة من النحيت لها خمسة أبواب والقسم الكبير منها مغطى بقطع من «القيشاني» أما أيقوناته فهي حديثة العهد, وقد رمم عام 1993 وتم تدعيم الجزء السفلي منه بالحجر.