رفع علم الجمهورية العربية السورية أمس فوق معبر القنيطرة مع الجولان العربي السوري المحتل بعد نحو خمس سنوات على اغلاقه نتيجة سيطرة التنظيمات الإرهابية عليه قبل اندحارها من المحافظة.
وذكر محافظ القنيطرة المهندس همام دبيات في تصريح لمراسل سانا أن افتتاح
معبر القنيطرة بشكل رسمي جاء بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري على الإرهاب وطهر المحافظة من التنظيمات الإرهابية التي أغلقت المعبر لنحو 5 سنوات بعد انسحاب قوات الأندوف من المنطقة.
وبين المحافظ أن لافتتاح المعبر أهمية ورمزية كبيرة وهو انتصار حقيقي يسجل في تاريخ سورية فبعد أن كان المعبر يشكل نقطة دعم للإرهابيين من قبل العدو الإسرائيلي خلال فترة سيطرتهم عليه أصبح الآن بوابة لدعم احرار
الجولان الذين نوجه لهم التحية لصمودهم ومواقفهم الوطنية المشرفة.
وقال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حكمت الهجري: “نحن اليوم في عيد وطني حقيقي لأن فتح هذا المعبر من جديد هو إعادة فتح للشريان الأساسي مع
الجولان الذي لم ولن ننسى أهلنا فيه لثبات مواقفهم وتمسكهم بهويتهم وقوميتهم وتاريخهم الحافل بالمقاومة وقريبا سيكون هذا المعبر فسحة للتواصل مع الأهل في
الجولان المحتل”.
بدوره أشار العميد مازن يونس رئيس مكتب الهدنة إلى أن “المعبر يؤمن جميع النواحي التي تضمن التواصل مع أهلنا في
الجولان السوري المحتل خاصة ما يتعلق منها بالنواحي البروتوكولية المتعلقة بتصديق وثائق رسمية وعبور الطلاب والمشايخ وشراء موسم التفاح من الأهالي بالإضافة لأي حالات انسانية تتطلب المعالجة”.
ولفت العميد يونس إلى أن قوات الأمم المتحدة ستعيد انتشارها في مواقعها السابقة التي كان يسيطر عليها الإرهابيون مبينا أن عدد القوات التي ستنتشر 1250 مراقبا دوليا ونحو 100 عنصر مدني من مختلف الجنسيات يعملون كإداريين وللتحميل اللوجستي وهذه القوات تعتبر بعثة أممية انبثقت عن قرارات الأمم المتحدة التي تنص على أن
الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية السورية.
وبين العميد يونس أنه بعد ترميم مقر نبع الفوار انتشرت قوات الأمم المتحدة فيه وفي 4 مواقع في الحرمين كما أن هناك نحو 22 موقعا ومحرسا لقوات الاندوف.
من جانبه لفت العماد سيرجي كورالينكو نائب قائد القوات الروسية في سورية إلى أن “الجهات المعنية السورية قامت بجهود كبيرة مع قوات الأمم المتحدة لتجهيز هذا المعبر وتحضيره لإعادة فتحه من جديد” مبينا أنه بعد “تسليم المجموعات المسلحة التي كانت تنتشر في المنطقة أسلحتها إلى الجيش العربي السوري وبالتعاون مع روسيا تمت إزالة الألغام ومن ثم تنفيذ عدة دوريات للتأكد من تأمين المنطقة تلاها دورية مشتركة مع الأمم المتحدة من مدينة البعث إلى القنيطرة وصولا إلى افتتاح المعبر اليوم بعد تجهيزه بشكل كامل”.
المنسق الميداني للجنة الدولية للصليب الأحمر في عموم الجنوب السوري محمود صلاح أوضح أن لفتح المعبر أهمية انسانية ودورا في إعادة الروابط العائلية بين أهالي
الجولان السوري المحتل والأراضي السورية لافتا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتطلع لإعادة الدور الإنساني المتمثل في لم شمل العائلات إضافة إلى إعادة تصدير ونقل الفواكه وخاصة التفاح الذي تشتهر به منطقة
الجولان وذلك في إطار التفويض الممنوح للجنة وفق الاتفاق الموقع عام 1974.
وعلى وقع انتصارات الجيش العربي السوري وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها التنظيمات الارهابية المدعومة من كيان العدو الاسرائيلي تم في الـ 19 من آب الماضي التوصل لاتفاق في القنيطرة ينص على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم وعودة الجيش العربي السوري الى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.