"الحرب" لم تترك شيئا في سوريا إلا وطالته، البشر والحجر والشجر، شردت الملايين وقتلت مئات الآلاف، تحولت فئة كبيرة من الشعب إما بلا مأوى في الداخل أو لاجيء أو قتيل.
وقال المهندس حسين عرنوس، وزير الأشغال والإسكان السوري، في مقابلة مع "سبوتنيك"، للتعرف على المرحلة الجديدة من حياة سوريا "خطة إعادة الإعمار"، ما هي عناصرها والدول المشاركة فيها وأين موقع المواطن في تلك العملية.
وأوضح ان الحكومة تحاول توفير أبسط سبل الحياة للمواطنين في ظل تلك الظروف القاسية، فلم يترك العدوان الإرهابي أي من المرافق إلا وكانت هدفا له من أجل تقطيع أوصال الدولة السورية وتشريد أهلها.
وقال: قمنا بإنشاء العديد من نقاط الإسعاف بشكل مؤقت لمساعدة المواطنين أثناء قيامهم بعمليات إصلاح منازلهم، هذا بجانب أن هناك مجموعة كبيرة من المباني تضررت بشكل كبير ولابد من إزالتها، وهناك عروض من شركات المقاولات من الداخل ومن الدول الصديقة نسعى من خلالها لإعادة بناء ما دمرته الحرب لاستيعاب المواطنين العائدين إلى مدنهم وقراهم.
واكد ان
المواطن السوري في الداخل أو الخارج ليس بعيداً عن حسابات الدولة، وللجميع الحق في السكن اللائق وهذا الأمر من البنود الرئيسية في خطة الإعمار.
وحول تكلفة إعادة الإعمار قال
عرنوس "لا يمكن الإعلان اليوم عن رقم أو أرقام محدده لتكلفه الدمار الذي لحق بالبلاد، فعمليات الحصر والحساب مازالت مستمرة في كل منطقة يتم تحريرها من قبضة الإرهابيين وبشكل دقيق لمعرفة حجم ما لحق بها من دمار".
وعن حجم الدمار الذي لحق بالمرافق من "مياه وكهرباء وصرف صحي"، قال: كان لدينا في سوريا قبل الحرب بنية تحتية قوية جداً، وأثناء الحرب كنا نقوم بإصلاح وبناء كل مرفق يتم تدميره بالتوازي، فكلما هدموا مدرسة أو مستشفى قمنا ببنائها أو ترميمها، فلم تتوقف الدولة في عملية إصلاح وترميم المرافق أثناء فترة الحرب قدر الإمكان، ونظراً لخطة الإصلاح التي اتبعناها، أصبح اليوم ومع انحسار العمليات الحربية، لدينا وفرة في المدارس والمستشفيات تستطيع تقديم الخدمات المستوى المقبول من الخدمات للمواطنين، رغم أن هناك خسائر كبيرة جداً في كل البنى التحتية في سوريا.
وحول مشاركة دول غربية في
إعادة إعمار سوريا قال الوزير السوري، تعرضت سوريا لحرب مدمرة شاركت فيها العديد من دول العالم عن طريق دعمها الغير مباشر للإرهاب الذي دمر سوريا وهدم بناها التحتية وأسال دم شعبها، في الوقت الذي شاركت فيه دول أخرى في دعم الشعب والجيش السوري، فليس من المعقول أن من شاركوا في تدمير سوريا يكونوا شركاء في عمليات التعمير، هذا غير منطقي وكما قلنا لدينا الكثير من الأصدقاء ممن شاركونا في الحرب على الإرهاب سيكملون معنا الطريق لبناء سوريا جديدة.
وعن الدول التي ستشارك ب
إعادة الاعمار قال عرنوس: سوف يكون لروسيا دور رائد في عملية إعادة الإعمار كما كان لها دور في الحرب على الإرهاب، وهناك العديد من الشركات الروسية والصينية والإيرانية ستشارك بجهد أكبر في عملية إعادة الإعمار كما ساهمت من قبل في إعادة الاستقرار، وقد قطعنا شوط كبير مع الجانب الروسي في هذا الأمر.
ووجه وزير الأشغال والاسكان السوري رسالة للسوريين بعد أن قاربت الحرب على الانتهاء بالقول: أقول للسوريين في الداخل "كفى حرب"، كفى استهداف لقدرات وثروات سوريا من جانب الخارجين عن كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية، وعلينا جميعاً أن نعمل من أجل السلام وإعادة هذا البلد إلى الطريق الصحيح، أما لمن هم خارج البلاد، سوريا في احتياج لكم ويجب أن تعودوا للوطن في اسرع وقت وهو ما نعمل من أجله ليل نهار.