وتعد قرية "كندوان" نموذجا عالميا فريدا، حيث يستفيد منها الانسان منذ القدم ويسكن فيها أكثر من 800 شخص، هذا الامر جعل القرية مثالا عالميا حيا للهندسة المعمارية الصخرية المأهولة بالسكان.
يزور هذه القرية العجيبة سنويا عشرات الآلاف من السياح، الذين تستهويهم العمارة العجيبة لبيوتها الهرمية المنحوتة في الصخر. والتي بنيت بشكل مخروطي تشبه كثيرًا خلايا النحل ومن هنا جاءت تسمية القرية بـ "كندوان".
ومفردة "كندوان" بالفارسية تعني خلايا النحل، والملفت أن المنتوج الرئيس لسكان هذه القرية هو العسل.
يطلق أهالي القرية الذين يبلغ عددهم 117 أسرة، اسم “كران” على بيوتهم الصخرية المخروطية، وعادة ما تتكون من طابقين أو ثلاثة او اربعة طوابق حسب ارتفاع الـ” كران”، وعادة ما يكون الطابق الارضي مخصص كحضيرة للحيوانات. وتخصص الطوابق العليا للسكن، وفي بعض الحالات يستخدم الطابق الرابع كمخزن، وقد نحت الأهالي السلالم بشكل جميل من الجهة الخارجية للـ” كران”.
يوجد في قرية “كندوان” مسجد وحمام ومدرسة، حيث ان “كران” المسجد هو الاكبر من نوعه في القرية. ويوجد قرب القرية “فندق كندوان الصخري” ويضم 16 غرفة مجهزة وفاخرة منحوتة في “كران” ومطاعم ومقاهي.
ويقدر الخبراء أن قدم هذه الصخور الناتجة عن النشاط البركاني في جبل "سهند" حوالي 6 ألاف عام، ويحكى ان المنازل الصخرية في "كندوان" تعود الى ما قبل 700 عام، ومن وجهة نظر بعض الباحثين ان اول من سكن "كندوان" هم أهالي قرية "حيلة ور" حيث جاؤوا اليها هربا من بطش المغول، وتشير بعض الأواني الفخارية الموجودة في القرية الى وجود حياة فيها قبل عهد الدولة الايلخانية التي نشأت تحت حكم سلالة مغولية حكمت في بلاد فارس.
تعد المياه المعدنية احدى ما يميز هذه القرية، وبناء على الفحوصات المنجزة فان هذا الماء يحتوي على اقل كمية من الكلس وهو مفيد جدا للمصابين بأمراض الكلى، فقد اشارت الابحاث الى ان المياه المعدنية لها خصائص عديدة تساعد على ازالة اربعة انواع من حصى الكلى.
ويعد العسل والصناعات اليدوية التي تشتهر بها "كندوان" اساس التذكارات التي يمكن الحصول عليها من هذه القرية، وللأشخاص المصابين بحصى الكلى فان المياه المعدنية هو أفضل هدية يمكن أن تقدم لهم.