وحمامات شهبا من أكثر آثار المدينة الباقية إبداعاً وتشمخ إلى الشرق من الشارع الرئيسي الممتد بين البوابتين الجنوبية والشمالية، ومدخلها يقع بالجهة الغربية ومنه يتم الوصول إلى ثلاث قاعات للاستقبال الأخيرة منها مهدمة ومن القاعة الوسطى يتم الدخول إلى قاعات الاستحمام ذات الشكل الدائري التي يحدها من الشمال قاعة الهواء الساخن ويشاهد في جدرانها الأنابيب التي كانت توصل المياه للحمامات المسقوفة بالقباب.
هذه الحمامات شيدها الإمبراطور فيليب العربي وهي تقع في الجهة الشرقية من الطريق الأعظمي كاردو وتتصل بقنوات مياه ضخمة لا تزال قواعدها الحجرية محفوظة بشكل جيد وكانت تجلب المياه إليها من جبل قرية الطيبة المجاورة لافتاً إلى أنه بالقرب من الحمامات يتوضع معبد آلهة المياه.
واندرجت هذه الحمامات ضمن نظام العمارة الرومانية التي كانت تتضمن ثلاثة أنواع من الصالات الكبيرة القسم البارد (فريجيداريوم) مع مسابح وأحواض والقسم الفاتر (تيبيداريوم) والقسم الحار (كالداريوم) وغالباً ما يكون مرفقاً بأحواض وأجران كبيرة تؤمن تسخين هذه الصالات بواسطة مواقد ذات قواعد صغيرة من الآجر متوضعة تحت الأرضيات وحول الصالات حيث كان البخار الساخن يمر تحت الصالات ويصعد ضمن مجار منحوتة في الجدران والماء كان يصل من سقف الحمامات ويتوزع داخل المباني بواسطة أقنية فخارية لا يزال موجوداً قسم منها.
صالات الحمامات غنية بزخارف جدرانها التي كانت ألواح الرخام تغطي الداخلية منها مبيناً أنه كانت هناك باحات معدة لممارسة الرياضة ملحقة بالحمامات إضافة إلى مكتبة.
وتمتاز شهبا بمعالم أثرية شاهدة على حضارة موغلة بالقدم ما جعلها مركز استقطاب للسياح بقصد التعرف على ما تحويه والتمتع بمشاهدة الأوابد الشامخة فيها المضيفة لها رونقاً جميلاً ومنها المسرح والمدفن والمعبد الإمبراطوري.
المصدر: سانا